سوق البخاريَّة .. بابٌ يفضي الى العالم

فلكلور 2024/04/30
...

 عمان: يعرب السالم


سُميّ بسوق البخارية نسبة لتجار هاجروا من أوزبكستان ومن مدينة بخارى بالذات، واستقروا في الأردن ومارسوا التجارة في أقدم منطقة في عمان، ألا وهي وسط البلد. 

وتُنسب التسمية الى الشيخ كمال الدين البخاري وهو تاجر جاء لعمان عام 1934، وأسس سوق البخارية القديم في ساحة المسجد الحسيني الكبير، حينها كانت البضائع تباع في الساحة الشرقية للمسجد. 

البخارية اسم قديم في عالم التسوق الشعبي، وتقول الحكاية بحسب تجار من السوق، أن تجار مدينة بخارى جاؤوا في حينها للبحث عن الأمان في الأردن.

سوق البخارية هو الأول في عمان حيث تجد فيه أصناف البضائع التقليدية والتحف الشرقية والإكسسوارات والعطور والكلف والخيوط والمجوهرات التقليدية. 

وبمرور الزمن اكتسب شهرته وانتشر في عدة محافظات بالأردن كأربد والزرقاء والكرك، عارضاً بضائعه بأسعارٍ رخيصة تناسب الحالة الاجتماعية للناس.

اليوم السوق توسع فهو يمتد من ساحة المسجد الحسيني الى شارع الملك طلال في وسط البلد. 

وتكمن جمالية سوق البخارية أنك تدخل من باب صغير فيه فتكتشف عوالم وأنتيكات ومدناً مطرزة على أقمشة هندية وباكستانية وانكليزية وخليجية أقمشة تأتي من كل بقاع العالم، وتحفيات معدنية ونحاسية وفضية خشبية وآرابيسك ومنحوتات عاجية وشطرنجاً مصنوعاً من الفضة والعقيق وسجاداً إيرانياً وشالات مطرزة يدوياً وكل ما تحتاجه النساء من عطور وزينة وعطارية وملابس أطفال. 

إنَّه تواصل حضاري عجيب بين القديم والحديث في باحة البضائع. واجهات المحال مزينة بأجمل المنتجات وكأنها زهور عطرة متنوعة، كل ما تفكر فيه تجده في سوق البخارية من التحف الخزفية إلى المنسوجات القديمة والمطرزة والمسابح والساعات والتماثيل، وأخشاب والخيزران والصندل وأدوات منزلية مصنوعة من الفخار حتى الآلات الموسيقية الشعبية كالربابة والعود والطبلة والدف والناي، إنَّ التنوع هو ما يميز السوق فهو سوق كل شيء، ولا يمكن إحصاء تنوع المحال أو عددها بالضبط فهي تتوزع في أفرع ضيقة وممتلئة بالبضائع والناس، فضلاً عن تواجد مشاغل الخياطة والتطريز والتي تزود محال عمان بكل أنواع الموديلات الشعبية والحديثة، وهناك محال لبيع الطيور وأسماك الزينة ومحال لبيع والبخورات التي تعطر البيوت.

أما ما يميز السوق فهو الجانب الاجتماعي الذي لا تجده إلا في سوق البخارية وهي علاقات اجتماعية قديمة بين أصحاب المحال وباعة الجملة والمفرد فالكل يعرف الكل والسبب أنهم توارثوا المهنة من آبائهم وأجدادهم وتصاهروا في ما بينهم.