مسؤولية مشتركة

الرياضة 2024/04/30
...

خالد جاسم



*رغم كل الصعاب والظروف القاهرة سيما في الافتقار إلى البنى الارتكازية والمعدات والمستلزمات الحديثة وضعف الاحتكاك الخارجي إلا أن بعض الاتحادات الرياضية نجحت (وبنسب مختلفة بالطبع ) في خلق مشاريع أبطال قادمين في الطريق نحو كسر حاجز تخلُّف نتائجنا وحضورنا في خارطة الإنجاز العالي عربياً وقارياً ودولياً. ومشاريع الأبطال هؤلاء وكلهم مصنفون في خانة الألعاب الفردية أو الرياضات التي تبيض أوسمة في الدورات الأولمبية والآسيوية والعربية هم في تزايد واضح وتحديداً منذ عامين وبرزت ملامح عطائهم ومستويات نتائجهم خلال السنة الأخيرة ومنهم الربّاع الذهبي علي عمار بنتائجه وأرقامه وأوسمته العربية والآسيوية والعالمية واقترابه من تحقيق حلم الأحلام للرياضة العراقية في الظفر بوسام أولمبي ثان بعد الوسام الوحيد المسجل باسم الخالد الذكر عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما منذ أكثر من نصف قرن كما كسرت الرياضية الموهوبة فاطمة سعد  طوق انكفاء رياضتنا النسوية وسجلت لنفسها حضوراً واعداً ومستقبلاً لامعاً يتجاوز النطاقين العربي والقاري وتقترب من العالمية في رياضة القوس والسهم  ويبرز كذلك لاعبون في فعاليات كالملاكمة والمصارعة وألعاب القوى والرماية والجودو والسباحة والمواي تاي والجيوجيستو وغيرها من الرياضات. 

واللافت أن هؤلاء الأبطال الواعدين هم في معظمهم من ذوي الأعمار الصغيرة والمصنَّفين في خانة الناشئين أو الشباب وهو مؤشر يعكس معطيات إيجابية عديدة منها أن الأعمار الغضَّة لهذه النخبة من مشاريع الأبطال تساعد تلك الاتحادات والمدربين المشرفين عليهم مساحة كبيرة من العمل الفني والبدني والنفسي بشرط توافر مستلزمات التطوير الأساسية لهم كما أن صغر الأعمار يمنحنا مؤشراً صريحاً على حضور شرط الموهبة التي تعد ركناً أساسياً ومهماً في صناعة البطل الرياضي كما يعبر عن وقوف هذه النماذج الواعدة من الرياضيين على أساس قوي من التحضير الفني في مراحله الأولية والذي نتجت عنه مستويات ونتائج كبيرة توعد بالمزيد والأفضل في ما لو توفرت وسائل الإعداد والتهيئة الناجعة لهؤلاء الأبطال الذين هم في عداد المنتمين لرياضات الإنجاز العالي المسؤولة عنها اللجنة الأولمبية والتي تسعى جاهدة ورغم كل الصعاب إلى أن تكون في قمة تحقيق المنجزات في تلك الرياضات وهي مسؤولية يجب أن ترتدي ثوباً تضامنياً شاملاً تشارك فيه كل الجهات المعنية بالرياضة لأن صناعة البطل وتحقيق الإنجاز العالي هي ليست مسؤولية الأولمبية وحدها وإن كانت هي نفسها المعنية أكثر من غيرها بذلك لكن بلوغ الإنجاز وقبل ذلك النجاح في تشييد قاعدة الأبطال في رياضتنا الذين تتوفر فيهم مواصفات تحقيق الإنجازات في المدى المنظور بل وحتى على المدى البعيد يجب أن تكون فيه مساهمة مباشرة وأساسية من الأطراف الأخرى وبضمن ذلك الدولة نفسها كما أن توفير المناخات والبيئة الضرورية في خلق وصناعة الأبطال لايمكن أن يتحقق بغياب البنى التحتية، مع مايضاف إليها من مدربين على قدر كبير من الخبرة والكفاءة الفنية وإمكانية رسم كل منهم وبالتعاون مع الاتحادات المسؤولة مفردات المناهج العلمية المتضمنة كل تفاصيل الإعداد والاحتكاك والتنافس الصحيح والمنتج مثلما أن الاستفادة من بروتوكولات التعاون مع الدول المتقدمة تبدو مهمة على صعيد زجِّ هؤلاء الأبطال في معسكرات تدريبية وخوض تدريبات ومنافسات مع أبطال تلك الدول وهي مسؤولية كبيرة , وكما سبق القول يجب أن لاتكون اللجنة الأولمبية من يتحمل ثقلها بالكامل بل يجب مساهمة الجميع بما في ذلك الإعلام الرياضي لأن صناعة البطل وتحقيق الإنجاز الرياضي هما صناعة وطنية تتطلب مجهودات دولة لأن ثمار البطولة ليست أقل من أي منجز أو نجاح في السياسة أو الفن أو الاقتصاد أو الدبلوماسية وغيرها من النجاحات والإنجازات التي تتغنَّى بها الأمم والشعوب المتحضرة.