منتدى الرياض.. محطة جديدة لجذب الاستثمارات وتوسيع الشراكات

اقتصادية 2024/04/30
...

 بغداد: حيدر فليح الربيعي


على مسافة أيّام قليلة من النتائج الإيجابيَّة التي حققها رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال زيارته واشنطن وإبرام العشرات من مذكرات التفاهم والاتفاقيات المشتركة مع كبريات الشركات الأميركيَّة وفي مختلف الاختصاصات، يأمل معنيون في الشأن الاقتصادي أن يواصل رئيس الحكومة جهوده الدوليَّة في تحقيق مزيد من الاتفاقيات خلال مشاركته في منتدى الاقتصاد العالمي المنعقد في الرياض، واضعين في مقدمة تلك الاتفاقيات السعي لجذب الاستثمارات الأجنبيَّة التي تمثل الركيزة الأساسيَّة لتطوير الاقتصاد، لاسيما في ظلِّ التقدّم الحاصل بمشروع طريق التنمية.

كما يرى الخبراء والمختصون في الشأن الاقتصادي أنَّ منتدى الرياض فرصة كبيرة لتعزيز علاقات العراق الدولية وتوسيع دائرة الشراكات مع الدول والشركات العالمية، فضلاً عن أهميته الستراتيجية في عرض الجهود والإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة.

وسيركّز العراق، وفقاً للناطق باسم الحكومة باسم العوادي، أثناء المنتدى الذي حمل شعار “التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية” على جملة من الملفات المهمة، والتي بضمنها (طريق التنمية) باعتباره الأصدق تعبيراً عن عنوان الملتقى (التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية)” موضحاً أنَّ “طريق التنمية سيكون خارطة طريق للتعاون بين الشرق والغرب، وقفزة تنمية نوعية كبرى في المنطقة، وهو مؤهل ليكون أفضل طرق نقل الطاقة مستقبلاً”.

ورغم التأكيدات التي رجّحت تحقيق رئيس الوزراء نتائج مهمة خلال مشاركته في المنتدى العالمي، فإنَّ أستاذ الاقتصاد الدولي، الخبير الدكتور نوار السعدي، يرى أنَّ تلك النتائج تكمن في كون المنتدى فرصة مهمة للعراق في عرض قدراته الاقتصادية والاستثمارية أمام جمهور دولي من القادة السياسيين ورجال الأعمال والمستثمرين.

وأشار الخبير السعدي، خلال حديثه لـ”الصباح” إلى أنَّ “مشاركة السوداني في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض تمثل خطوة حيوية وستراتيجية للعراق في تعزيز مكانته على الساحة الدولية وأيضاً جذب الاستثمارات الأجنبية”، مؤكداً أنَّ “أهمية المشاركة في هذا المنتدى تحمل عدة جوانب، أبرزها إمكانية جذب الاستثمارات الأجنبية، فهي الركيزة الأساسية لتطوير الاقتصاد لأيّ بلد ولتحقيق الازدهار المستدام”. كما أوضح السعدي أنَّ “الفرصة الآن سانحة بفضل الاستقرار الأمني الذي حتماً يؤدي إلى تحسين بيئة الاستثمار”، متوقعاً في ذلك الأمر أن يتمكن العراق من جذب استثمارات كبيرة، لاسيما بعد الحديث عن طريق التنمية والانتهاء من المرحلة الأولى لميناء الفاو الكبير في السنة المقبلة، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أنَّ مشاركة السوداني الناجحة في مباحثات واشنطن، يمكن أن تتعزز خلال منتدى الرياض الذي يمثل فرصة لتعزيز علاقات العراق الدولية وتوسيع دائرة الشراكات مع الدول والشركات الأجنبية عبر التفاعل مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال ومستثمرين، لافتاً إلى أنَّ العلاقات الدولية الإيجابية بمقدورها أن تعزز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجالات مختلفة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.

وبين أستاذ الاقتصاد الدولي أنَّ “مناسبات كهذه فرصة تتيح للعراق عرض الجهود والإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة، لاسيما في بيئة الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي”، مشدداً على ضرورة أن “تستغل مثل هكذا منتديات مهمة لتقديم نظرة شاملة عن الإصلاحات الهيكلية والقرارات الجديدة التي ساهمت في جعل العراق وجهة استثمارية مفضلة وموثوقة في المنطقة”.

بدوره، أشار الخبير الاقتصادي، الدكتور علي دعدوش، إلى أنَّ “العراق من الدول الأكثر تأثراً في التغير المناخي ويلاحظ ذلك جلياً من حيث التصحر وانخفاض مناسيب المياه المتأثرة بارتفاع درجات الحرارة في الصيف وطول أمدها فضلاً عن تلوث البيئة الذي أصاب أغلب مدن البلاد”.

وأوضح دعدوش، خلال حديثه لـ”الصباح” أنَّ تلك المنتديات العالمية، يجب أن تستغل لطرح تلك النقاط المتعلقة بالتأثيرات المناخية في العراق، والعمل على طرحها أمام الرأي العام العالمي بهدف تخصيص مبالغ مالية من الصندوق الأخضر للمناخ في سبيل مواجهة التحديات والاتساق مع خفض الكاربون. وبيّن دعدوش أنَّ العراق يخسر سنوياً مبالغ طائلة جرّاء استيراد الغاز، لذا فإنَّ طلب الدعم للتحول صوب الاقتصاد الأخضر كفيل بتحقيق مبالغ كبيرة للموازنة، كما نعتقد أنَّ قطاع النقل له قيمة اقتصادية كبيرة في تحقيق انخفاض الكاربون وذلك من خلال العمل على مشروع طريق كهربائي للحافلات الكبيرة التي تعتمد على الطاقة المتجددة فضلاً عن تحديث أو إعادة بناء الأسواق التجارية الكبيرة التي تستعمل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة عن طريق الخلايا الشمسية، مشيراً إلى أنَّ لتلك الخطوات أثراً كبيراً في زيادة النمو الاقتصادي الحقيقي فضلاً عن الاتجاه نحو الزراعة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة التي لا تتأثر بالتغير المناخي.

ويرى الخبير دعدوش أنَّ لتلك التحولات الاقتصادية، لاسيما المتعلقة بتقليل استيراد الغاز، والتحول صوب الاقتصاد الأخضر، دوراً حيوياً في خفض العجز، مبيناً أنَّ منتدى الرياض محطة مهمة لجذب الشركات العالمية في مختلف الاختصاصات، ونقطة ستراتيجية لتمتين علاقات العراق الاقتصادية مع مختلف بلدان العالم.