حقائب السفر وغنائم التنمية

آراء 2024/05/02
...

 عبد الزهرة محمد الهنداوي

في غضون  عدة ايام، زادت عن الاسبوع، بقليل، توازت وتقاطعت خطوط الطول والعرض، في كوكب الارض. التوازي والتقاطع، ربما اربك، بعض الحسابات في عواصم اخرى، لم تكن تتوقع، ان تمتد خطوط بغداد، الى هذا المدى الشاسع من المسافات، لتصل الى اقاصي الارض، ثم مالبثت تلك المسارات، ان استدارت عائدة الى نقطة انطلاقها، وكان وزن حقائب العودة ثقيلا يوازي في ثقله   وزن الذهاب الذي كان بوزن العراق، على غير عادة المسافر  الذي ربما يذهب بحقائب ليس فيها سوى احتياجاته الاساسية،

  ولكن عندما يعود بالتاكيد، يكون محملا باوزان اضافية، فيها الكثير من الهدايا والقضايا والاشياء الثمينة من باب:  (اللي طوّل الغيبات، جاب الغنايم)،..

وقبل ان يفتح العائد  من سفره  الطويل،  حقائبه، زاحمتها حقائب اخرى لقادم  حط رحاله في ديارنا، فالتقت حقائب العائد والقادم من السفر.. وعندما فُتحت، كانت ممتلئة بالكثير والكثير..

حمل السيد السوداني حقائبه، وطار قاطعا خطوط العرض والطول، والبحار والمحيطات، من مشارق الارض الى مغاربها، وهناك وجد الشمس تشرق على قوم، امتلكوا ناصية، الاقتصاد والسلاح، والتكنولوجيا والغاز والكهرباء، والطائرات..

هناك في واشنطن جلس الرئيس السوداني، جلسة الند للند، مع  رئيس اولئك القوم، فتحدث من دون ادنى مواربة، ولا قلق ولا تملق ولاخوف ولا مداهنة، قال ماكان ينبغي قوله، حتى وان ازعج  بعض قوله المضيف، الذي  بدا عليه الانزعاج فعلا، حين وصل الحديث الى مجازر غزة التي يرتكبها الاسرائيلي كل يوم بدعم ومباركة الامريكي!.

ولان الاقوياء يحترمون الاقوياء مثلهم، فقد كانت امريكا بولاياتها الخمسين، تنظر الى وجود السيد السوداني في ارضها، نظرة الاحترام والتقدير..

امتلئت حقائب السيد السوداني، بالكثير من الغنائم الدسمة، تمثلت بتوقيع الكثير من مذكرات التفاهم، والاتفاقات في مختلف المجالات، في وقت  كانت كبريات الشركات الامريكية، تتسابق فيما بينها للظفر بفرصة لقاء لدقائق معدودات مع الرئيس السوداني او نائبه، علها تحصل على فرصة استثمارية من تلك الفرص الكبيرة والكثيرة التي تزخر بها ارض العراق.

عاد المسافر  محملا بغنائمه الدسمة، بشهادة القاصي والداني، حيث وُصفت تلك الرحلة بانها الاهم، في تاريخ العلاقات بين بغداد وواشنطن، ومن المؤكد ان غنائم هذه الرحلة المهمة ستنعكس ايجابا على واقعنا بجميع تفاصيله، وفي المقدمة منها، الامنية والاقتصادية.

وحين حط الطائر الاخضر رحاله في بغداد، بعد رحلة طويلة،  كان ثمة طائر احمر يترقب وينتظر تلك العودة، ليأتي سريعا الى بغداد، حاملا على متنه رئيس تركيا اردوغان، الذي جاء محملا بملفات كثيرة، وعلينا ان نختار  منها، ما يناسبنا ويخدم مصالحنا، ملف المياه وتداعياته، ملف (بككه)، ومشكلاته، ملف التجارة البينية، وحيثياتها، ملف طريق التنمية، وافاقه المستقبلية، وملفات اخرى مهمة..

حقائب السفر ، جاءتنا بغنائم تنموية كثيرة، ومن تلك الغنائم، دخول الكثير من الشركات العالمية الى العراق، ودخولها يمثل مصالح دولها، ما يدفع تلك الدول الى توفير كل متطلبات الاستقرار لعمل تلك الشركات، والاهم من ذلك ان طريق التنمية سيمضي سريعا، ليضع العراق في مقدمة بلدان العالم.. تلك هي حقائب السفر  وهذه هي غنائمها..