الدكتور نبيل العبيدي
من فترة والطبقات السياسية العراقية على أشد التصارع والتناحر بينهم، لا من أجل تقديم أفضل الخدمات إلى جمهورهم أو ناخبيهم، بل إلى مصالحهم الشخصية، ولم يكترثوا بما يحيط بهم من مشكلات وعقبات واحدة تلو الاخرى، وهم لم يقبلوا على تأسيس قاعدة جماهرية مستمرة، من أجل دعمهم في الانتخابات القادمة، فنحن على يقين أنهم جميعا وبلا استثناء علاقتهم مع الجماهير، هي علاقة وقتية تبدأ من فترة الترشيح إلى الانتخابات، وتنتهي بعد إعلان النتائج، وهذا من المؤسف أن نطلق عليهم عبارة سياسي، لأنه لا يعرف كيف يدير أمره فكيف يدير أمر غيره وهذه هي الطامة الكبرى.
إذن عندما نكتب هنا لكي نحرك عقول من يدعي السياسة، ويتعلم ادارة الشأن العام وشأن جماهيره، والحقيقة أن هذه الاشكالية تقع مسؤوليتها على الاثنين، وهما الشعب والسياسي لأن المجاملات السياسية يتفنن بها السياسي ويعلمها الناخب جيد، ومع هذا يصر على مجاملة المقابل، وبدون حياء، وهذه هي الطامة الكبرى، لأن الناخب يعلم جيد أن المقابل يبحث عن مصلحته الشخصية ويسوقها، ولكنه يجامله ويؤيده بكل خطوة، اذ هناك اشتراك بين أفراد المجتمع والسياسي بشكل
واضح.
والغريب في الأمر أنه قبل الانتخابات ربما يقدم لك ما تطلبه ويضع نفسه تحت تصرفك وطلباتك، ولكن بعد الانتهاء تراه يصبح بعيدا عنك كبعد السماء عن الارض، وهذا تصرف مخجل ومعيب حتى على الهاتف الذي هو اعطاك رقمه، لا يجيب ولا يكلف نفسه بالاطمئنان عنك ولو برسالة واتساب مجانا لا تكلفه قرشا واحدا ويدعي أن وقته من ذهب، وكأنه يريد أن يخبرك أنه في اليابان وأن وقته ثمين
للأسف.
ومن هنا نحن نرى ان على –السياسي- ان ينشأ له قاعدة جماهيرية دائمة وعلاقته وطيدة لا تنتهي بانتهاء الانتخابات بل يكون مستمر معهم في جميع الظروف والازمنة والاستعداد لتقديم جل خدماته لهم قدر المستطاع لكي يكونوا تحت تصرفه ويبقى على تواصل في القاءات والمناسبات والاجتماعات ويطلبهم عند الحاجة وهم اصدقاء وناخبين وزملاء هكذا ينبغي ان تكون العلاقة والقاعدة الجماهيرية عند السياسي علاقة متينة وعلاقة مستمرة لا وقتية.
لذلك نحتاج إلى ثقافة سياسية لكل من الفرد والسياسي، وتكون ذات اتجاه حدي دون مجاملات وتجاذبات غير مجدية، لا تعود بالنفع ولا بالعلاقة الطيبة.
ثم بعد ذلك سيكون له ما يطلبه وأني لأكتب هذا المقال وأعي ما أكتبه لأني اعيش في هذا البلد ومع أفراده.