ياسر المتولي
من عمان إلى الرياض حط دافوس وأتساءل هل سيكون العراق محطته الثالثة؟
يعدّ منتدى دافوس من أهمِّ الفرص الهادفة إلى تعزيز العلاقات الاقتصاديَّة بين الدول وخلق شراكات استثماريَّة عبر شركاتها الباحثة عن الفرص.
يأتي ذلك في وقت يمتلك العراق أكبر الفرص بلا منازع نظراً لحجم الحاجة لإعادة بناء وطن يمتلك من الثروات الهائلة وغير المستثمرة.
ففي العام 2019 وعلى هامش انعقاد اجتماعات منتدى دافوس في العاصمة عمان كنت قد كتبت مقالاً حمل عنوان (دافوس وغيره…!)، ودعوت خلاله لأن يكون للعراق صوت عال في هذا المنتدى انطلاقاً من حاجة الدول للفرص الاستثمارية الواعدة فيه.
ثم وجَّهت دعوةً عبر مقالي لأن يسعى العراق إلى احتضان دافوس مستقبلاً ولكن لم يحالفنا الحظ.
واليوم كانت محطته الثانية الرياض وأقصد منتدى (دافوس) طبعاً والتي أدركت أهمية هذا المحفل الاقتصادي الكبير كوسيلة فاعلة لتسويق حجم الاقتصاد السعودي وتطوير وتوسيع آفاقه، إذ يأتي هذا الاهتمام إدراكاً منها لأهمية هذا الحدث الاقتصادي الأبرز في هذه المرحلة.
وما زلت أراقب تفاصيل النشاطات الواسعة التي تطرّق لها المنتدى والتي جاءت في صميم حاجة الدول لبعضها، مبارك للشقيقة السعودية هذا الإنجاز والفوز في احتضان منتدى دافوس في محطته الثانية وأقصد عربياً طبعاً.
كما أتابع الجهد الكبير الذي يبديه وفد العراق برئاسة السوداني في استثمار فرصة المشاركة وعرض فرص العراق للاستثمار، والظاهر نجح الرجل في انتقاء المفاصل التي يحتاج إليها العراق في أولويات استثماراته وأقصد قطاع الطاقة وهو الشريان الأهم للاقتصاد الوطني وقاطرة تقدمه، ونتمنى أن تتعزز هذه الاتفاقات بالتنفيذ على أرض الواقع.
ومع ذلك نحتاج إلى وقفة تقويمية للدور الذي يؤديه العراق خلال مشاركته في اجتماعات دافوس خلال هذه الأيام بدءاً من مطلع العام 2024 وحتى الآن.
ونرصد للمرة الثانية أنَّ المحطة الثانية قد خلت أيضاً على ما يبدو من مشاركة عنصر مهم فيها ألا وهو القطاع الخاص العراقي وقد تكون هناك مشاركات قد غفل عنها إعلامنا الذي يغطي الحدث.
وتنطلق وجهة النظر هذه من أنَّ تنظيم منتديات دافوس لم تكن رسمية بحتة أي أنَّ حضور الحكومات رمزي بينما يتكفل القطاع الخاص (الشركات الكبرى تحديداً) التفاصيل وترتيبات التنظيم كافة.
لذلك كان لزاماً أن نعرف ما إذا ضم الوفد العراقي ممثلين لرجال أعمال أصحاب (شركات) أي قطاع خاص حقيقي ليصار إلى معرفة توجهات الحكومة وحاجة البلد واحتياجات الدول للاستثمار على قاعدة أنَّ الشركات العالمية حين تقرر الاستثمار في البلدان النامية فإنَّ أول متطلباتها البحث عن شركاء محليين (قطاع خاص) للمساعدة في تنفيذ مشاريعهم. وهنا تبرز أهمية ملاحظتي عن طبيعة المشاركة.
ختاماً ونظراً لأهمية هذا الحدث الأبرز (دافوس) أجدِّد دعوتي لأن يكون المحطة الثالثة عربياً، في احتضان دافوس، العراق كونه مركز استقطاب اقتصادات العالم عبر مشروعه ((طريق التنمية)) الذي يخدم الاقتصاد العالمي وكل دوله.
إذ يتم اليوم وضع الأسس السليمة والصحيحة لإعادة بناء العراق بما يرقى إلى مستوى إمكاناته وتاريخه ومستقبله.