بغداد: سرور العلي
على الرغم من عمله طبيب أسنان، وموظفاً في دائرة صحة ذي قار، إلا أن الشاب هاني طالب بادر بتأسيس فريق «الصفاء التطوعي»، لتسخير الطاقات الشبابيَّة خدمة للمجتمع. ومن منطلق أن العمل التطوعي مسؤوليَّة أخلاقيَّة والتزام، أشار طالب إلى أن البداية كانت بمناقشة الفكرة مع مجموعة من الأصدقاء، والشباب الواعي من مختلف الاختصاصات عبر اللقاءات اليوميَّة، وانطلاقاً من مفهوم المبادرة في العطاء بلا مقابل، تمَّ إعلان الفريق مع بداية العام 2024.
وفي ما يتعلق بأهداف الفريق لفت الشاب إلى أنّها كثيرة ومتنوعة ومنها، المساهمة في بناء جيل فعّال، وخدمة الآخرين ومساعدتهم، وكسب الخبرة من الاختلاط بالمجتمع، واستثمار الوقت في ما هو نافع ومفيد، للمساهمة في بناء الوطن وترسيخ مفهوم المشاركة، ورفع قيمة العمل من دون مقابل مادي، غاية في معرفة احتياجات المجتمع، ورفع مستوى الوعي لدى الأفراد، ونشر ثقافة القيم وصقل شخصيات الشباب
وتنميتها.
واجه فريق «الصفاء التطوعي» العديد من التحديات ومنها، صعوبة في كيفيَّة استحصال الموافقات الرسميَّة، ومن ثمَّ توجه هاني إلى منتدى شباب سوق الشيوخ الذي ساعدهم وشجّعهم، وتمَّ تسجيل الفريق في المنتدى، ومديريّة الشباب والرياضة في محافظة ذي قار، ومن الجدير بالذكر أن دعم الفريق هو ذاتي.
ويسعى الفريق إلى غرس روح العمل التطوعي لدى الشباب، ومناقشة أفكارهم، وجعلهم قادة مؤثرين في المجتمع، فضلا عن الاهتمام بالمبادرات الاجتماعيّة والإنسانيّة والدينيّة، التي تساعد في رفع قيمة المجتمع، كما ويطمح هاني إلى إنشاء مركز متخصص بمساعدة الجهات المعنيّة، لاستقبال أكبر عدد من الأطفال وتقديم العلاج والدعم لهم.
وأوضح هاني: بدأنا بفعاليّة وهي إعداد ورش مجانية لتدريب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون من التوحد وصعوبة النطق، والكلام وفرط الحركة، وانطلقنا بمبادرة لدعم الفرق الشعبيَّة، إذ تم تكريم الفرق المتميزة، التي مثلت قضاء سوق الشيوخ وناحية العكيكة في البطولات الخارجيَّة.
كذلك تمت إقامة فعاليات عدة، منها المشاركة في الجلسات القرآنيَّة والمناسبات الدينيَّة، وتوزيع السلال الغذائيَّة، كما وكانت لنا فعاليات تضمنت زيارة دار المسنين، ودار البراعم والزهور في مركز محافظة ذي قار، والعمل على توفير
احتياجاتهم.
وأضاف: الآن لدينا فعاليَّة تتضمن إعداد دروس مجانيّة لطلبة الصف الثالث متوسط، لمادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
حصل الفريق على العديد من التكريمات والشهادات التقديريَّة وكذلك دروع الإبداع والتميّز من ضمن فعاليات ونشاطات ثقافيَّة وإبداعيَّة متنوعة، لما يقدمه من خدمات تصب في خدمة الإنسانيَّة، لا سيما أنَّ الفريق قد تمكّن خلال ثلاثة أشهر من تدريب أطفال ذوي الاحتياجات، في ورش متنوعة وأدوات مخصصة لتقبلهم العلاج.
ويأمل هاني أن تسهم الجهات المختصة في دعم العمل التطوعي، والتعاون مع الفريق لإنجاح المبادرات الشبابيَّة، كما ويدعو الفئات الشبابيَّة من مختلف التخصصات للمساهمة، والمشاركة بالأعمال الإنسانيَّة، في مختلف المجالات التي تخدم المجتمع».