هدوءٌ إعلامي

آراء 2024/05/07
...

زهير الجبوري

نَمُرُّ في هذه المرحلة بشيء من الاستقرار (الميديوي) الذي فرضه الأعلام علينا لما جاء به بلدنا العراق في السنوات الأخيرة من تضاربات في الآراء وفي القرارات المصيرية للبلد، ربما تبرير ذلك يأتي للدور الذي قام به السيد رئيس الوزراء من خطوات غاية الأهمية في تنفيذ الكثير من المشاريع المؤجلة، تلك المشاريع، التي ظل يبحث عنها الانسان العراقي لسنوات طويلة بعد حياة 2003، وكأن حلم كل فرد عراقي أن يجد تفاصيل صغيرة يعيش داخلها بمعنى البنى التحتية، وهي من مسلمات العمل الحكومي للمؤسسات التابعة للدولة، اضافة إلى ذلك أخذت جغرافية الأمكنة في العاصمة بغداد أو في المحافظات العراقية الأخرى تأخذ مكانتها المناسبة بعد رفع الحواجز الكونكريتية، تلك التي نسميها بحياة (الصبّات)، اي الحواجز التي قطعت المنظور الجمالي للأمكنة، إضافة إلى الإدامة لهذه الأمكنة ما اعطى رونقها المعهود، فمدن العراق جميعها تتمتع بملامح فيها تراث خاص بها، وهذا أمر طبيعي، فكل بلد له تاريخ وحضارة لا يموت، بل يعود عبر تخطيه المحنة التي يمر بها.
لذا نلمس هيبة الدولة من خلال رغبة الكثير من الجنسيات العربية والأجنبية في الحضور وزيارة العراق، وهذا ما لمسناه في الفعاليات الثقافية المتنوعة والفعاليات الرياضية ايضاً، ما يعني اننا تخطينا مرحلة الخطر الاجتماعي والسياسي المأزوم سابقا، ومع ان هناك اشياء رافقتنا في ازمتها لأكثر من ثلاثة عقود كأزمة الكهرباء، الّا أنَّ التمني يبقى قائما لتخطي هذه الأزمة.
الحياة العراقية بطبيعتها حياة فاعلة، وما تحمّلهُ الفرد العراقي في العقود الماضية من حروب وحصار وإرهاب منذ النظام السابق، مرورا بفترة الاحتلال إلى يومنا هذا يبرهن ذلك، فلماذا لا يأخذ حقه من الاستقرار، ولعلني ألمس مدى سعي الحكومة الآن في توفير متطلبات المجتمع ولو بشكل تدريجي، كما نمني النفس في إعادة استثمار القطاع الخاص، وهي خطة اقتصادية تقضي بنسبة كبيرة على البطالة، وتجعل الشباب ممن لا يحملون تحصيلا دراسيا العمل، من أجل العيش من دون أية مطالبات في الصرفي المالي لما يسمى بـ(العاطل عن العمل) أو (الرعاية الاجتماعية)، أو اية مسمية
اخرى..
الهدوء النسبي للإعلام، ودور الدولة بتوفير بعض الرغبات، جعلنا في حالة من فسحة الأمل وحالة من الشعور بالطمأنينة، بخاصة عندما نشاهد ونعيش تفاصيل العمل، من أجل النهوض بمدننا التي تستحق ذلك، وما علينا سوى الأشارة إلى ذلك، فمن واجب المثقف أن يكشف حقائق الأشياء ويشخصها ويعطي النتائج التي تخدم
الجميع.