بيتر بومونت ترجمة: شيماء ميران
تُسجل اليمن يوميا، أكثر من 2000 إصابة بمرض الكوليرا، إذ بلغت نسبة المصابين من الاطفال دون سن الخمس سنوات 25 بالمئة، ويواجه اليمن اليوم عودة لاستفحال واحد من أسوأ حالات تفشي المرض في العالم، فهناك اكثر من 137 الف حالة اشتباه بالإصابة، وسجلت نحو 300 حالة وفاة خلال الشهور الثلاثة الاولى من هذا العام. وتخشى وكالات الاغاثة من احتمالات لمواجهة كارثة صحية كبيرة جديدة مع تسجيل اكثر من 2000 حالة اشتباه بالإصابة يوميا ويتضاعف هذا العدد منذ بداية العام الحالي.
ووسط القلق المتزايد من عودة هذا الوباء الذي كان سجل بداية انتشاره عام 2016 تدون وكالات الاغاثة حالات الاصابة بالكوليرا في21 محافظة من اصل 24، وتشكل نسبة الاطفال دون سن الخامسة ربع هذه الاصابات. وبحسب منظمة "انقذوا الاطفال" البريطانية، فرغم انتشار المرض، لكنه متفشٍ بين ست محافظات يمنية ويعتبر هو الاسوأ، ومن بين هذه المدن الحُدَيْدَة الميناء المطل على البحر الاحمر ومدينة إب جنوب اليمن، ويُنذر الانتشار المفاجئ الاخير لحالات الكوليرا بتعقيد الوضع الانساني المخيف الموجود على ارض الواقع.
يعد انهيار النظام الصحي سببا لتفاقم انتشار المرض الذي ينتقل عبر الماء، ويعاني نحو 18 مليون شخص في اليمن من شح مياه الشرب وسوء خدمات الصرف الصحي.
ورغم تزايد عدد الحالات المصابة خلال الربع الأول من هذه السنة، لكن شهر نيسان سجل زيادة بحدود 150 بالمئة منذ ذلك الوقت.
وبحسب المعلومات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا فان عدد الحالات التي تم الابلاغ عنها هذه السنة كانت أكثر من 108 آلاف اصابة، وتطور اكثر من 24 بالمئة من الحالات المشتبه بها، وبالمقارنة مع عدد الحالات التي تم الابلاغ عنها في العام السابق بأكمله كانت قد بلغت 371 حالة، وتقترب هذه الارقام من الحد الذي وصل اليه عند تفشي المرض عام 2017 والإبلاغ عن مليون اصابة بهذا المرض.
الوباء وحق الفيتو
ويحتمل ان يكون سبب تفاقم وباء الكوليرا الجديد والكبير هو موسم الامطار والصعوبات التي تواجه العاملين في المجال الانساني من الوصول الى المناطق الواقعة تحت تأثير النزاع.
وتزامنت التحذيرات مع قرار ترامب باستخدام حق الفيتو ضد قرار الكونغرس بإنهاء المساعدة العسكرية الاميركية للسعودية وحربها في اليمن، وينظر الى هذه الخطوة بأنها رسالة سياسية
مهمة. وكتب ترامب في توضيح له بشأن استخدامه لحق الفيتو "هذا القرار ليس ضروريا وهو محاولة خطرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وتُعرض حياة المواطنين الاميركان والجنود حاليا ومستقبلا".
تقدم الولايات المتحدة اسلحة بمليارات الدولارات للتحالف السعودي في حربها ضد الثوار في اليمن، فيما يعرب اعضاء الكونغرس عن قلقهم بشأن آلاف المدنيين الذي راحوا ضحية الضربات الجوية لطائرات التحالف منذ بدء الصراع عام 2014.
لقد خلَّف القتال في افقر بلدان العالم العربي ملايين من الناس وهم يعانون من شح الطعام والعناية الطبية ودفعت بالبلاد الى شفا هاوية المجاعة. يقول رئيس لجنة المساعدات الدولية التي تقدم مساعدات انسانية ديفيد ميلباند "ان استخدام ترامب لحق الفيتو يعد خطأ اخلاقيا وحكما غير صائب من الناحية الستراتيجية، ويؤجل آمال اليمنيين بالحصول على فترة من الراحة، وتتيح لأميركا التمسك بستراتيجية
فاشلة".