برونزيَّة باريس

الرياضة 2024/05/08
...

د عدنان لفتة

تحقق الهدف الذي بحثنا عنه جميعاً بتأهّل منتخبنا الأولمبي إلى أولمبياد باريس كثالث المرشحين عن قارة آسيا مسجِّلاً حضوره التاريخي السادس في رحاب مسابقة كرة القدم الأولمبيَّة.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لم يبخل كالمعتاد على أبنائه اللاعبين والجهازين الفني والإداري بتخصيص قطع أراض لهم تثميناً للمنجز الذي حققوه مع مكافأة تبلغ عشرة ملايين دينار لكل منهم إضافة إلى مرتب شهري دائم يخصص للأبطال الذين يقدمون جهودهم من أجل تحقيق أفضل النتائج لبلدنا الغالي.
السوداني وفي معرض حديثه للاعبين وإشادته بهم ركّز على نقطة جوهرية قال فيها: لا نريدُ أن نحضرَ في باريس كرقم، إنما نريد حضوراً رياضياً فاعلاً ينافس على الميداليات، منوهاً بأنَّ لدينا لاعبين في كلِّ الرياضات يمثلون مشاريعَ واعدةً للبروز كلاعبين كبار على مستوى المنطقة وآسيا، ولديهم إمكانية وإصرار.
الإشارة الذكية من الرئيس تمثل التوجه الذي ينبغي أن تفكر به اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم فالمشاركة الأولمبية ليست شرفية ولا نقبل أن تكون لمجرد الظهور لأننا سبق أن تواجدنا هنا خمس مرات سابقة.
الهدف الأسمى أن نبحث عن وسام برونزي يخلد كرتنا ومسيرتنا الأولمبية كأفضل منتخب عربي آسيوي متأهل، منتخب يستحق أن يكون منافساً قوياً لا يهاب أيَّ منتخب في العالم تعزز مكانته مشاركاته الأسطورية في أولمبياد أثينا عام 2004 وأولمبياد ريو عام 2016 ففي الأولى أحرز المركز الرابع خلف إيطاليا وفي مشاركة البرازيل الأخيرة كان يمكن أن يصل إلى أبعد مدى في البطولة لولا تعادله الثالث المخيب مع جنوب أفريقيا.
الفرصة مواتية هذه المرة مع عمل مخطط رصين يبدأ من الاختيار الأنسب لأفضل 18 لاعباً تضمهم التشكيلة الأولمبية، اختيارات غاية في الدقة يمكن أن تعزز بثلاثة لاعبين من خارج الفئة العمرية (تحت 23 عاماً) كي يكونوا أعمدة المنتخب وقادته في باريس وفي طليعتهم هداف المنتخب الوطني أيمن حسين الحائز على المركز الثاني في هدافي كأس آسيا الأخيرة في الدوحة.
وجود مؤثر نتمناه إلى الثلاثة المختارين من نجوم منتخبنا في مختلف مراكز اللعب إضافة إلى تدعيم التشكيلة بالمواهب المغتربة التي هي ضمن الفئة العمرية من قبيل زيدان إقبال ويوسف الأمين ومنتظر ماجد وأي اسم يقع عليه الاختيار ثم خلاصة المنتخب المتأهل أي الأفضل بينهم لأنَّ القائمة المتواجدة في الأولمبياد هي لثمانية عشر لاعباً فقط مما يعني التدقيق والتمحيص فيها كثيراً كي نضع الكفاءة شعاراً لنا في الاختيار لتشكيل فريق قوي.
مجموعتنا المؤلفة من الأرجنتين والمغرب وأوكرانيا يجب ألّا تكون عامل قلق للعراقيين لأنه عندما تتوفر الإرادة وجودة اللاعبين فلن نخشى على فريقنا شيئاً وبإمكانهم هزيمة أي فريق كما فعلوا في مناسبات سابقة أحرجوا فيها البرتغال والبرازيل وأستراليا ومنتخبات أخرى بفضل الثقة بالنفس التي نتمناها فولاذية هذه المرة لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره في الوسام الأولمبي الكروي.