السوق المسقف كنز الحكايات وملتقى العشاق

ثقافة شعبية 2024/05/09
...

 السماوة: نافع الناجي

يشخص سوق السماوة المسقف وسط المدينة ويشطرها إلى شطري ناو طرفين الشرقي والغربي، ويعد هذا السوق كنزاً من الأسرار والحكايات وقصص العشق، حيث يتواعد المحبون في أروقته ويصبح محطة للقاءات البريئة.
كما سوق السماوة المسقف من الأسواق التراثية القديمة ذات الطراز المعماري الفريد من نوعه، وتشير الكتب التاريخية التي قرأناها مراراً، إلى أن هذا السوق قد شيد في الحقبة العثمانية نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وكان يسمى (سوق الجامع)، وفيه مزار لإبراهيم بن الحسن المثنى بن الأمام الحسن بن علي (ع)، الذي تؤمه الناس من المدينة والريف للتبرك بزيارته والإيفاء بالنذور له ولا يزال المقام موجوداً حتى اليوم، وفي داخله العديد من الأفرع و(القيصريات) التي تختص كل واحدة منها بعملٍ معين، بحيث أصبح هذا السوق يجمع ويحتوي على الكثير من المصالح والمهن الشعبية، كالصفارين والحدادين والبزازين والنجارين والخياطين والصاغة وبائعي التمـر و(الزبدة والـدهن الـحـر) وبائعي العباءات الرجالية بأنواعها و(الفروات) واليشماغ العربي، فضلاً عن وجود (عكد) بداخله للقصابين وبائعي اللحم، كما بني في طرفه المواجه لكورنيش نهر الفرات أول سوق مركزية (أورزدي باك) في النصف الأخير من سبعينيات القرن الماضي.
وكانت أرض السوق في الثلاثينيات مرتفعة بحيث إذا سقط الماء والمطر ينحدر من الجوانب، ولكن الباحث الأكاديمي عدنان سمير دهيرب يذكر في كتابه (شذرات من تاريخ المثنى)، أن "مدير البلدية آنذاك حمودي محمـد صالح، حفر وسط السوق ونظمه بشكلٍ مستقيم في العام 1947"، وفي العام 2000 أجرت غرفة تجـارة المثنى لقاءات مع أصحاب المحـال وتم الاتفاق علـى تحـديث السوق وتطويره بشكلٍ معماري يوائم العصر ويضفي مسحة جمالية عليه، وفعلاً تم تغليف متاجر ومحـال السوق بالطابوق الخاص بالواجهات المتعارف على تسميته بـ (الجفقيم)، وجرى تعبيد وإكساء أرضيته بالبلاط (الكاشي) المطعم بالمرمر كما تمت أعادة تصليح سقوف السوق، بعدما كانت عبارة عن سيور من الخشب تغطى بألواح (الجينكو)، وتم تطوير السوق بجمع المبالغ من المواطنين وأصحاب المتاجر على شكل ثلاث دفعات، ليحافظ على شكله المعماري الحالي.