لماذا تَقْلَقُ الفتياتُ من ركوب التاكسي بمفردهن؟

ولد وبنت 2024/05/13
...

 بغداد: نوارة محمد

في بلد ينمو سكانياً بشكل متسارع يحدث أن يشكل التنقل من مكان لآخر عبر التاكسي فوبيا بالنسبة للفتيات التي لا تتوقع سلوكاً حسناً من السواق، وفي أثناء هذه الرحلة تبدو معرضة للتنمر والتحرّش وانتهاك الخصوصيَّة على الرغم من شيوع ثقافة التقيّد بالمعايير الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة والدينيَّة، ولكن على ما يبدو فإن الاحترام بين الجنسين ما يزال بعيد المنال.
وتقول صابرين مشرق إنَّ «الأمر بات مزعجاً حقاً، وهي تشعر بالتوتر طوال الرحلة، لا سيما أنَّ بعض العملاء يسرحون بالحديث من دون سابق إنذار وهم يحاولون التودّد والتقرّب، والبعض يتناسى تماماً أن شخصاً آخر يجلس معه».
 وتتابع: كثيراً ما يظهر بعض السواق عنف أخلاقهم من دون التقيّد بالمعايير الأخلاقيَّة والاجتماعيَّة، كأن يعبر أحدهم عن انزعاجه من طريقة ركن أحدهم سيارته، أو يصرخ على سائق آخر بمختلف الشتائم والألفاظ النابيَّة، أو أن يتحدث بصوت عالٍ ومسموع في هاتفه النقّال عن كلِّ شيء ليس من الضروري أن استمع له، كزبونة!.
في المقابل، تسرد أميمة رحيم قصتها مع التاكسي قائلة: ذات مرة ظل سائق التاكسي يمتدحني ويعبر عن إعجابه بشكلي وهندامي، وكنت لا أرد عليه، أطلب منه بجديَّة أن ينتبه الى الطريق أمامه، ولكنّه ركن سيارته وطلب مني بغضب شديد النزول في منتصف الرحلة، حقيقة صدمتني ردّة فعله هذه، وعرفت كم أن التعايش بهذه المدينة صعب.
وتضيف: لقد حدث هذا في أكثر وسائل التنقّل أمنا، التي نفضلها كفتيات!.
لكن رُبى العلي وجدت أن شركات كريم وبلي للتوصيل أنسب حلول لهذه الأزمة، فهي آمنة ومحترمة وتمنحها كما الأخريات حق تقديم الشكوى بحق الموظف، إذا ما حدث خطأ في الرحلة.
وتضيف أنّ «العالم التكنولوجي أخذ يسيطر على حيواتنا ويسهل علينا الأمور وأصبحت بكبسة زر، أطلب التاكسي بأريحيَّة وأنا واثقة أن أي أذى لن يصيبني وأنني لن أنزعج أثناء الطريق، وأن السائق هو موظف محترم يحرص على تقديم مهامه على أكمل وجه، وهم دائمي استخدام عبارات مثل (مرحبا، ويوم سعيد، رحلة طيبة) هذه العبارات التي لها وقعها النفسي الكبير علينا، وتؤثر في صناعة يوم كامل بالنسبة لنا، وهو على عكس ما يحدث مع سائقي التاكسي الذين يفاجئوننا بغرابتهم!».
أما أسامة العيبي، وهو مدير قسم في شركة كريم فيقول إنّ «هناك أنظمة وقوانين صارمة يجب لا يتعداها موظفو الشركة، وفي حالة حدوث ذلك يتم التعامل معها بجديَّة ويعمل المسؤولون لدينا على اتخاذ الإجراءات اللازمة، أما أن يُنذر أو يتم تحويله
للقضاء».
ويضيف أنَّ «هناك أعدادا كبيرة من الأشخاص يستخدمون وسائل المواصلات العامة والبعض الآخر يفضلون سيارات الأجرة الخاصة أو مكاتب التاكسي التي تعمل بالتطبيقات، وفي جميع ما ذكرت قد تحدث هذه الإشكالات والسلوكيات، لو أن لدينا قانونا صارما أو غرامة مالية لممارسي هذه السلوكيات لما تفاقمت هذه الأزمة». ويظن العيبي أنّنا بحاجة لقانون أكثر من شركات توصيل آمنة.  
من جهته يقول أحمد شكري جميل، وهو سائق تاكسي وموظف لدى شركة بلي: ليس كل سائقي التاكسي عديمي الذوق والأخلاق، ولا الجميع يحتسون المشروب أثناء القيادة ويتحدثون بالألفاظ النابيَّة، فهناك الكثير ممن يراعون شروط السلامة ويرتدون حزام الأمان، وهناك الغالبيَّة منهم يستأذن قبل سلوك أيّ طريق، ويستأذنون إذا ما احتاجوا أن يدخنوا سيكارة.
وأن كل من ذكرناهم هي حالات موجودة، ولكن حتماً هناك الكثير من الأشخاص الجيدين في هذه المهنة الصعبة.