التحرُّش الجنسي بالأطفال

ولد وبنت 2024/05/13
...

 شهد أحمد اللامي

زادت في الآونة الأخيرة معدلات التحرّش والاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل فئة شاذة «وحوش» بشريَّة تقوم بأفعال غير إنسانيَّة تجاه الأطفال لغرض إشباع رغباتهم المريضة التي اتضح عبر دراسات مختصّة خضع لها أغلب المعتدين من الذين يقومون بمثل هذه الجرائم فوجد أنّ البعض منهم لديه عقد نفسيَّة منذ الصغر، كأن تعرّض الى اعتداء جنسي أو كان ضحيَّة لاعتداءات وضغوط جنسيَّة فتولد لديه حقد دفعه للانتقام من الأطفال.
أما البعض الآخر فاتّضح أنّه كان متعاطيا وفاقدا للإدراك، بينما غيرهم كانت أفعال الاعتداء على الأطفال -وهم الأكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة - نتيجة عداوات شخصيَّة.
وقد تزايدت جرائم الاعتداء على الأطفال ومن ثمَّ قتلهم ورميهم بسبب تلك العداوات التي تعود لدوافع انتقاميَّة من أسرة الطفل وعشيرته كأن يكون القاتل أو المغتصب يكن البغضاء والعداوة لهم فيعمد الى اللجوء إلى هذه الطريقة البشعة وأغلب المعتدين كانوا من الدرجات المقرّبة جدّاً لأهل الضحيَّة الذين قد يكونون من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة كالعم والخال والأقارب والجار وغيرهم.
وقد حدثت في بغداد أكثر من جريمة، وتمَّ عرضها في أحد البرامج الخاصة بتسليط الأضواء على الجرائم وكانت إحداها المتعلقة بالعم الذي يقوم بالاعتداء جنسيَّاً على ابنة أخيه وقتلها ومن ثمَّ رميها في أحد مكبّات الصرف الصحي لسبب واحد فقط وهو أنه على خلاف مع أخيه على الرغم من أنه قد بدا أمامهم متأثراً وهو يبحث مع بقية أفراد أسرتهم عن ابنة أخيه التي كانوا يعتقدون أنّها قد خرجت من المنزل لكي تشتري من إحدى الأسواق القريبة.
من هنا يجب علينا أن نحد من هذه الظاهرة غير الإنسانيَّة وغير الأخلاقيَّة عبر التوعية ابتداءً من داخل المنزل بتوعية الأهالي للانتباه على أطفالهم والتركيز عليهم وتحذيرهم في عدم الخروج من المنزل من دون رفقتهم، وكذلك ألا يجلسون في أحضان الآخرين. كما ويجب توعيتهم بعدم السماح لأي أحد بالإمساك بهم أو خلع ملابسهم أمام الآخرين، ويجب أن يكون الأبوان أكثر انتباهاً من قبل الأقارب والجار، هذا لا يعني بأنّنا نشكك بأخلاق الآخرين، ولكن الحذر يسبق القدر، إذ اتضح أن جرائم الاعتداء تزايدت من ذوي القربى. إنَّ علينا أن نعي أن المسؤولية تقع في المقام الأول على عاتق الأبوين؛ لذا على الأم أن تكون أكثر انتباهاً تجاه الطفل، وخاصة حين يكون ثرثاراً ويتحدّث بكثرة، فهنا يجب أن تصغي له وتركز على ما يحدث في يومه سواء كان في رياض أطفال أم في المدرسة. فالإصغاء له هنا يعدُّ واجباً لأنّه من المحتمل أن يتناول عند كلامه عن أمور حدثت له ويشعر بالخوف منها، ليكون للأم الدور الفعّال في أن تمنحه الأمان وهي تحاول استدراجه بلطف عند الاستماع بشكل تدريجي من دون ترويع وتخويف، وفي حال حدث ما حدث فهنا لا ندع الطابع العرفي المتعصب يسود، بل نقوم بأخذ حق الطفل عن طريق القضاء وتفعيل الرأي العام، ولا نترك المجرم ينجو بفعلته بذريعة العيب والسمعة الاخلاقيَّة. الطفل هنا ضحيَّة «لمخلوق متوحش»؛ لذا يجب أن ينال عقابه قانونياً، لأنّه سوف يقوم بارتكاب جرائم أخرى وضحايا غيره في حال تركه وكأنّه لم يفعل شيئاً. وقد عملت وما زالت تعمل منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان على العنف الأسري بجديَّة غاية في مكافحة مثل هذه الجرائم للحد من توسعها واستفحالها.

(حقوقيَّة مختصة بالشأن القانوني)