حاوره: رئيس التحرير
عبَّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، عن تقديره للدور الذي يلعبه العراق في إدامة عمل الوكالة وامتنانه للمساعدات التي قدّمها العراق منذ بدء أزمة غزّة. وبيّن أنه ناقش مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومسؤولين آخرين انضمام العراق إلى اللجنة الاستشارية لـ"الأونروا" مما يُتيح للعراق أن يكون طرفاً فاعلاً في الحوار الستراتيجي الذي يقود عمل الوكالة الأممية ويوجّهها.
وقال لازاريني، في حوار له مع "الصباح" أجراه رئيس التحرير: إنَّ "المساعدة التي قدّمها العراق للبعثة والتي بلغت 25 مليون دولار، إضافة إلى كميات الوقود التي تبرع بها؛ كانت فاعلة في إعادة تشغيل المستشفيات ومضخات المياه والمخابز وسائر المرافق التي تتقوم بها حياة أهالي غزّة".
وأضاف أنَّ الأونروا والأمم المتحدة بعامة دفعت ثمناً باهظاً في هذه الحرب، إذ قتل لنا أكثر من 190 موظفاً حتى الآن. وكان هناك للأسف تجاهل تامّ لموظفي الأمم المتحدة ولمقراتها. ولم يقتصر الأمر على قتل الموظفين بالصواريخ بل جرى اعتقال بعضهم وتعذيبهم، إضافة إلى تدمير 160 مبنى تابعاً للأونروا تدميراً كاملاً بحيث لم يعد أي مبنى يصلح للعمل، وجرى استهداف الشاحنات التي تنقل الغذاء والدواء بالرغم من أنَّ تلك الشاحنات كنا نسيّرها بالاتفاق مع الجهات المعنية. ولذلك خاطبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحديداً بضرورة أن تكون هناك مُساءلة وأن يصار إلى التحقيق في هذه الحوادث لئلا تكون سابقة ولئلا تمرّ هذه الجرائم من دون مُساءلة. وحذر لازاريني بأنه لا توجد منطقة آمنة في كامل قطاع غزة ابداً. ولهذا فالناس يتحركون باستمرار على غير هدى، إلى اليمين والشمال والجنوب والوسط ومن ثم يعودون مرة أخرى، وحيثما توجهوا يتم قتلهم. هذه معضلة. لأنك إذا أردت أن يكون هناك مكان آمن فهذا لا يمكن إعلانه من طرف واحد بل يجب أن يسبقه اتفاق، وإذا ما حددت مكاناً فيجب أن لا تكون فيه فصائل ولا سلاح، وبالتالي لا يكون عرضة للعمليات العسكرية من الطرفين، وبما أنه لا يوجد اتفاق كهذا فليس هناك مكان آمن يذهب إليه الناس. وهذه خصوصية الحرب في غزة أنْ ليست هناك منطقة لا تشملها الحرب. في الأيام الأولى كان الناس يظنون أن مقرات الأمم المتحدة أماكن آمنة فلجؤوا إليها ولكن بالرغم من أن شعار الأمم المتحدة يرفرف على هذه الأماكن لم يتم احترامها وضربتْ وقتل فيها آلاف الأشخاص وجرح آلاف آخرون. لذلك كله فهذه هي الحقيقة المرة: لا يوجد مكان آمن في غزة.