ياسر المتولي
كيف تفكر الدول لمعالجة التحديات التي تعيق نموها وتطورها؟ ولنأخذ باكستان أنموذجاً لهذه التجربة لأهمية الاستفادة من التجارب العالمية لدول تتشابه تحدياتها الاقتصادية، وأقصد هنا باكستان تحديداً .
بينما كنت أصغي إلى حديث أدلى به رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، في لقاء متلفز مع قناة الحدث، وهو يتحدث عن سعي بلاده لمواجهة التحديات الاقتصادية، تلمست أن ثمة تشابها كبيرا مع ذات التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق، خصوصاً عند تحديده للعديد من الجوانب التى تعيق الإصلاح الاقتصادي والنمو، مع فارق اختلاف ظروف البلدين الجيو سياسيةً، إذ تعد باكستان من الدول الناشئة والمرشحة لأن ترقى إلى مستوى المتقدمة، لكنها تراجعت هذه الفترة لأسباب مختلفة .
ركز في مستهل حديثه على أن أولوية التحدي تكمن في مشاكل الكهرباء والطاقة، واستنزاف التمويل المستحق في الموازنة جراء الفساد والاختلاسات التي تعيق تقدم باكستان والنمو المستهدف فيها، وهنا يبرز التشابه الكبير في ذات التحديات بين باكستان والعراق.
دعونا نتابع كيف تفكر باكستان بمعالجة تحدياتها الاقتصادية بعد التراجع الذي شهدته في الآونة الأخيرة بحسب شهباز .
فقد أكد في حديثه على سعي بلاده لعمل شراكات واستثمار مع أغلب دول العالم، بهدف استرجاع النمو والازدهار اللذين كانت باكستان تتمتع بهما .
لقدد حدد أولويات مهمة للانطلاق نحو تحقيق الأهداف التي رسمها، وقال إنه يجري التركيز على قطاع الصناعة والتعدين والطاقة المتجددة ودعم اقتصاد باكستان الأخضر، ثم خلق مجالات تعاون في مجال التعليم والتكنولوجيا واستثمارات متبادلة مع الدول، ومن بينها السعودية، وعزا سبب اختياره لها، إلى التقدم الحاصل في مجال تكنولوجيا وتقنيات المعلومات، والنجاحات في مجال الطاقة الشمسية، وإعجابه برؤية السعودية 20 - 30 للنمو والتطور، وعدها أفضل نموذج .
ثم بين أن باكستان تبحث ذات الشراكة والتعاون مع الصين ودول أخرى ومن بينها دول الجوار .
كما ركز على استثمار المواهب والقدرات الشابة للاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفي مجالات التدريب لاكتساب الخبرات المتبادلة مع الدول، بما في ذلك التعليم وتبادل البعثات الطلابية.
هذا الحديث يسمح بأن نعد باكستان أنموذجاً في مواجهة التحديات الاقتصادية والبحث عن الفرص الواعدة، إلى جانب عملية تحقيق الإصلاحات من خلال التركيز على معالجة التحديات آنفة الذكر .
والعراق اليوم يسعى إلى انتهاج الإصلاحات الاقتصادية بخطوات ملموسة جاء بها البرنامج الحكومي، ولا بأس بأن ينظر إلى هذه التجربة، في كيفية التعاطي مع التحديات والتركيز على الأولويات لتحقيق النمو والتطور المنشود، على اعتبار التشابه في التحديات بين البلدين ..
الفرص الاستثمارية كبيرة وواعدة في العراق، فهو يوصف بأرض الفرص، فهل ستمر قاطرة الاستثمار العالمي في عراق الفاو وطريق التنمية المعول عليه للتخلص من ريعية الاقتصاد وتنويع مصادره؟ نتابع لنرى .