الصيف.. موسمٌ يعد بانتعاش السياحة

ريبورتاج 2019/06/08
...

بغداد/ سها الشيخلي 
يعد العراق في مقدمة الدول الجاذبة للسياحة لامتلاكه معالم سياحية تجعله يحتل الصدارة فهو يمتلك العمق التاريخي والحضاري الى جانب التنوع الجغرافي فمن الاهوار الى الانهار والبحيرات والشلالات كما ان له بعدا دينيا فقد ضمت تربته مراقد مقدسة للائمة الكبار كما فيه بيت النبي ابراهيم وشجرة آدم ومراقد العديد من الصحابة الاخيار وقد لا يوجد في العالم بلد آخر ينافسه في مكانته السياحية الى جانب تمتعه بمناخ جيد في الشمال والوسط ويصلح جنوبه ان يكون مشتى للباحثين عن الاجواء الدافئة اضافة الى الطبيعة المضيافة والكرم العراقي الاصيل ، ويشكل الصيف موسما مناسبا للسياحة
المجاميع السياحية
تحدث لصحيفة “الصباح” مدير عام دائرة المجاميع السياحية المهندس محمود الزبيدي عن الدائرة فقال:
 لم تأخذ السياحة دورها الحقيقي في اجندة مجلس الوزراء  والقيادات العليا للدولة سابقا نتيجة الظروف الامنية والاقتصادية، لكن الازمة النفطية التي مر بها العالم مؤخرا جعلت البلد يفكر في اعادة النظر بالموارد الاقتصادية الاخرى مثل الزراعة والسياحة، وحاليا هناك اهتمام كبير بالسياحة وسوف تتمخض عنها نتائج ايجابية  في المستقبل القريب، والعراق لم يضع السياحة في الاولوية  الكاملة بقدر ما وضع ترتيب البيت العراقي وعلاقاته الاقليمية والعالمية، وكان هناك تساهل في منح سمات الدخول لجذب اعداد كبيرة من السائحين  كالزيارات المليونية التي من المفترض ان تتحول الى موارد وارباح، كما ان العرف العراقي في الكرم واستقبال الضيف وتوفير الحماية له اثرت في المورد الاقتصادي للسياحة فمثلا ينفق السائح في أي بلد مصروفات محددة مثل اجور الفندق وثمن وجبات الطعام والمشتريات الشخصية ولكن الذي يحدث في الزيارات المليونية ان المطاعم اغلبها مجانية، وهناك بديل عن الفنادق بنصب الخيم في الساحات، وهي الاخرى مجانية مما يؤثر في عمل الفنادق، بل حتى النقل هو الاخر مجانا، فالعراقي الى هذه اللحظة يرى نفسه رجلا كريما للسائح او للزائر، ولكن الطموح هو اعادة النظر في كيفية تنمية المورد الاقتصادي والنظر الى فرص العمل التي يمكن ان يوفرها النقل والسكن وتوفير الطعام والتسوق، وهناك الكثير من الفوائد التي يمكن ان تجنى من الزائرين، وهناك الكثير من دول العالم التي تشترط على السائح صرف مبلغ محدد “الف دولار” على سبيل المثال، الا ان هذه التعليمات غير موجودة  في العراق فقط في سياحة المجاميع الاثارية حيث يتم تحديد مبلغ اكثر من “الف دولار” يوميا ولكن هذه الاعداد محدودة ونطمح ان تسير السياحة الدينية في هذا
 الاتجاه. 
 
البرنامج الصيفي
ولفت المهندس الزبيدي الى ان وظيفة المؤسسات الحكومية المعمية بالسياحة في موسم الصيف لهذا العام هي الاشراف على العمل السياحي والقطاع الخاص وحركة السائحين بشكل انفرادي، وقد اصدرت هيئة السياحة ووزارة الثقافة وهيئة الاثار تعليمات الى كل شركات السفر والسياحة بوجوب تقديم الخدمة الافضل للسائح والزائر، وعلى السائح والزائر ان يتمتع بوعي كامل لكي لا يقع في اخطاء ومطبات وان يتعامل مع شركات مجازة، فهناك  عدد من الشركات غير مجازة وعلى السائح التأكد من هذا الأمر، والشركات غير المجازة معروفة، ومعروف تعاملها مع الزبائن، والجانب الاخر هو توفير الامن للسائح فقد وقعت حوادث اذت السواح والزوار، وعلينا ان نحسب لها حسابا مثل حادث غرق العبارة في الموصل، والمشاكل التي رافقتها، والمفروض ان تكون هناك متابعة وكما يقال الوقاية خير من العلاج لذا علينا ان نضع الخطط لكي نوفر الامن للسائح لا ان يذهب الى مكان سياحي ويجده غير مؤمن كما حدث مؤخرا في مصر وادى الى تراجع السياحة فيها، لذلك نحن حريصون كل الحرص على ان تكون زيارة المجاميع السياحية والعوائل مؤمنة، ونحاول كذلك توفير البنى التحتية للسائحين، وما زالت الخدمات السياحية في منطقة الاهوار تحتاج للكثير، ففي العام الماضي وصلها “18” الف زائر في الوقت الذي كانت فيه غير قادرة على استيعاب المئات، لذلك هيأنا عدة توصيات بهذا الشأن، ويتطلب تنفيذها للمزيد من الوقت كونها بحاجة الى شركات استثمارية .
 
“الفيزا” السياحية
ويشيرالزبيدي الى ان هناك “فيزا” سياحية مجانية لمواطني بعض الدول، فازدادت اعداد القادمين منها، وعلى الرغم من اننا سوف نخسر مبالغ “الفيزة” لكننا سوف نربح تسوق السائح، وبذلك ينشط القطاع الخاص، وسوف تنتعش السياحة كذلك، واذا نشط القطاع الخاص فان الدولة سوف تستفيد من الضرائب ومن تشغيل الايدي العاملة، وقد نفعل التفتيش على الشركات الوهمية مؤخرا بوجود “مخابرات الامن السياحي “ فضلا عن الهيئة العامة للسياحة، وتم اغلاق مئات الشركات، وما زال الأمر بحاجة الى المزيد من تفاعل القضاء الذي يلعب دورا مهما في هذا الموضوع فمن امن العقاب اساء الادب، ولو كانت هناك عقوبات صارمة كالسجن او الغرامة المالية الكبيرة لتم ردع الشركات
 الوهمية.
 
 الترويج والدعاية 
وتحدث لـ “الصباح” الناطق الرسمي باسم هيئة السياحة محمد حسن الرفيعي مؤكدا ان الدعاية والترويج من اساسيات العمل السياحي وقد نشط القطاع السياحي الخاص وصار يشترك في معارض دولية في لندن وباريس ودبي، ويقوم هو بتنظيم المعارض الدولية وهذا يدل ان هناك طفرة نوعية في الدعاية والتسويق الى جانب الوعي والاعتماد على الطباعة الجيدة والجاذبة، وكان لنا في معرض بغداد الدولي جناح سياحي شاركت فيه “80” شركة من “28” دولة، واليوم اصبحت للعراق صفحة اعلامية في اغلب دول العالم في وقت لم يكن له اي حضور اعلامي لا سيما وان الظرف الامني اصبح الان 
مستقرا . 
ويضيف الرفيعي ان قسم الاعلام يقوم بالترويج عن طريق اصدار مطبوعات سياحية منها “الفولدرات والسيديات”  ونصدر الدليل السياحي الذي يبين اشهر المناطق السياحية في العراق كالمناطق الطبيعية والاثارية والدينية والعلاجية، وتم توزيع هذه المنتجات مجانا بين المجاميع السياحية وقد لاقت اقبالا كبيرا من قبل السواح، ووزعت ايضا اثناء المعارض  التي شاركت بها هيئة السياحة وفي المؤتمرات وبعض شركات السياحة والسفر التي تطلب وسائل ترويجية ودعائية .
وبين الرفيعي ان  مهمة هيئة السياحة هي الاشراف وفيها دائرة المرافق السياحية الخاصة بالفنادق والمطاعم ولديها في بعض المحافظات الخاصة بالسياحة الدينية “700” فندق و”كازينو” وكلها تعمل ضمن ضوابط الهيئة وتخضع للمراقبة لمعرفة مدى التزامها بالتعليمات، وان دائرة المجاميع السياحية مسؤولة عن شركات السفر 
والسياحة. 
واكد الرفيعي ان الهيئة تشارك في اغلب نشاطات منظمتي السياحة العالمية والسياحة العربية ولها مناصب عديدة في المنظمتين، وقد عارضت الهيئة الكثير من المشاريع الاستثمارية بسبب سعي المستثمر للارباح فقط، والاستثمار بحاجة الى تقليل الروتين الاداري، وقد قدمنا الكثير من الطلبات الى الجهات العليا لتسهيل الاجراءات، وتقليل معدلات الضريبة والرسوم لجذب المستثمرين، لان هيئة السياحة لا تبني المشاريع فهي جهة رقابية واشرافية ولكن المعول على استثمار القطاع الخاص المحلي والدولي وقد وجدنا مشاريع اقيمت وبنجاح في محافظات كربلاء والنجف تخدم توجهات السائح.