ملفا الرئاسة وحرب الجنوب يتفاعلان في لبنان

قضايا عربية ودولية 2024/05/20
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


جدليَّة الملفِّ الرئاسي وعلاقته بالحرب المشتعلة في الجنوب مازالت تتفاعل في الشارع السياسي والإعلامي في لبنان، فثمة من يؤكد أنَّ من الصعب خروج لبنان من عنق الشغور الرئاسي ما لم يسبقه انجلاء الموقف حيال الوضع المتفجر في جنوب البلاد، حيث يتصدى حزب الله للاعتداءات الصهيونية، بينما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري استعداده لعقد جلسات نيابية متتالية لإنجاز هذا الاستحقاق الحيوي. 

"الثنائي الشيعي" في لبنان ولاسيما حزب الله؛ أكد مرارًا انفتاحه على كل الجهود الرامية لبعث الروح في جسد الاستحقاق الرئاسي المعطل، في الوقت الذي يشدد فيه الحزب على أنَّ جبهة الجنوب لا يمكن أن تهدأ ما لم تضع الحرب الإسرائيلية الظالمة على غزة أوزارها، يأتي هذا التأكيد ردًا على طروحات دولية حاولت الربط بين الملف الرئاسي بكل تعقيداته السياسية وملف الاشتباكات العسكرية العنيفة بين حزب الله والجيش الصهيوني ربطًا بما يحكي عن ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وهو ما سعت للاشتغال على بعض حيثياته الورقة الفرنسية المعدلة والتي قوبلت بتحفظات لبنانية عديدة.

في هذه الأثناء، كان حراك اللجنة الخماسية الأخير وما أصدرته من بيان حيال ضرورة تحفيز الملف الرئاسي والخروج به من أقبية التعطيل منذ فترة ليست بالقصيرة كان بمثابة الحصاة الفاعلة في مياه الرئاسة الراكدة، غير أنَّ النائب إلياس جرادي له رأي غير متفائل بقوله: إنَّ "حراك اللجنة الخماسية مشكورة، بما تمثله من قوى إقليمية وعربية ودولية، سيبقى يراوح مكانه في انتظار انتهاء الحرب في الجنوب وانجلاء الصورة في المنطقة"، مضيفًا أنَّ "التطورات الراهنة سواء في الجنوب أو في الداخل، تحتم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لمواجهة التحديات على اختلاف أنواعها". 

بينما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ضرورة عقد جلسات انتخابية متتالية، على أن تُعقد كل جلسة لـ4 أو 5 دورات، وفي حال تعذّر انتخاب الرئيس "ندعو لجلسة بعد انقضاء 24 ساعة، وهكذا دواليك، إلى أن يتمكن النواب من انتخابه"، وأكد بري أنه يؤيد "عقد جلسات متتالية وبدورات متتالية، إلى حين انتخاب الرئيس".

ميدانيًا، وفي ملف جبهة الجنوب الساخنة، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، في بيان له أمس الأحد استهداف موقع الراهب بقذائف المدفعية.