بغداد: حيدر الجابر
مع البدء بتطبيق "الستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة الاتجار بالبشر"، نفذت القوات الأمنيَّة في وقت سابق حملة أمنيَّة لتطهير "منطقة البتاويين" وسط بغداد التي تعد معقلاً للعصابات التي تروِّج للمخدرات والرقيق الأبيض.
وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على أكثر من 600 متورط في قضايا المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها، بينما نفذت القوات الأمنية عملية مشابهة في منطقة "حي البساتين". وتقوم هذه الستراتيجية الوطنية على التعاون الإقليمي والدولي، لمطاردة العصابات على جانبي الحدود، وهو ما أدى إلى انخفاض الجرائم بصورة ملحوظة. وقال مدير إعلام وزارة الداخلية، العميد مقداد الموسوي لـ"الصباح": إنَّ "(الستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر) قائمة على التعاون الدولي والجهد الاستخباري ومتابعة المعلومات وتفكيك العصابات"، مؤكداً "انخفاض الجرائم بشكل كبير وبنسبة 60 %"، مبيناً أنَّ "دول الجوار الجغرافي وبقية دول العالم تتعاون معنا في هذا المجال".
وتابع الموسوي: "تعد هذه الجرائم من الجرائم العابرة للحدود، ولدينا تنسيق عالٍ مع الشرطة الدولية (الإنتربول)". من جهته، دعا الناشط في مجال حقوق الإنسان، علي العبادي، رئيس "مركز العراق لحقوق الإنسان"، إلى تشريع القوانين التي تدافع عن حقوق الإنسان بالتوازي مع الخطط الأمنية.
وقال العبادي لـ"الصباح": إنَّ "ملف الاتجار بالبشر من أهم الملفات الخطرة التي تواجه المجتمع العراقي، وهي مشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم، ولاسيما بعد عام 2003"، وأضاف "انطلقت العملية الأخيرة في (البتاويين) وتم إلقاء القبض على مئات المتاجرين بالأعضاء البشرية والرقيق الأبيض"، وتابع: "توجد مشكلة حقيقية ومشخّصة ضمن المشكلات الاقتصادية مع عدم توفر تشريعات قانونية تحمي حقوق الإنسان".
ودعا العبادي إلى "تكثيف الملاحقات الأمنية وتشديد العقوبات، بالتوازي مع توفر التثقيف بهذا الموضوع والاستماع إلى المؤسسات المدنية المختصة التي تقدم توصيات وإرشادات للمؤسسات الحكومية من خلال تجفيف منابع التجارة بالبشر اقتصادياً، مع نشر ثقافة حقوق الإنسان وفرض مراقبة مشددة على بؤر التجارة بالبشر"، مؤكداً أنَّ "هذه الإجراءات ستتكفل بتجفيف منابع هذه الآفة الخطرة".
تحرير: محمد الأنصاري