العالم ينعى إبراهيم رئيسي

قضايا عربية ودولية 2024/05/21
...

 طهران: محمد صالح صدقيان
 بيروت: جبار عودة الخطاط

تقام اليوم بمدينة تبريز الإيرانية، مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل السيد إبراهيم رئيسي وبقية المسؤولين من رفاقه الذين توفوا بحادث تحطم مروحية بمنطقة وعرة في محافظة أذربيجان الشرقية، أمس الأول الأحد،
وبينما تلقت طهران تعازي دول العالم بالحادث الجلل، بدأت إيران أمس الاثنين – بعد ساعات من إعلان وفاة رئيسي فجراً - عملية انتقال السلطة، حيث بارك المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي لتسنم النائب الأول محمد مخبر مقاليد الرئاسة الإيرانية لمدة 50 يوماً اعتبارا من يوم أمس الاثنين.
واستناداً إلى ذلك، فقد أصدر المرشد الأعلى أمراً ولائياً، فوّض كافة الصلاحيات للرئيس المؤقت لممارسة صلاحيته الكاملة في رئاسة الجمهورية، واستناداً إلى ذلك فقد عيّن الرئيس المؤقت “علي باقري” مشرفاً يتمتع بكامل الصلاحيات في وزارة الخارجية بديلاً عن الوزير السابق الراحل حسين أمير عبد اللهيان.
وقال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، في بيان صادر عن مكتبه، :إن محمد مخبر النائب الأول للرئيس أصبح المسؤول عن السلطة التنفيذية وأمامه فترة أقصاها 50 يوماً لإجراء الانتخابات، وذلك بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية. كما أعلن السيد خامنئي الحداد الوطني
مدة 5 أيام.

خبر الوفاة
وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن، فجر أمس الاثنين، “استشهاد” الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومرافقين لهما، في حادثة تحطم المروحية التي كانت تقلّهم في أجواء أذربيجان الشرقية.
وقالت وكالة “مهر” الإيرنية، إنّ الرئيس الإيراني ومرافقيه نالوا “الشهادة” بحادث جوي أثناء أداء واجب العمل شمال غربي إيران، فيما أعلن  قائد “فيلق عاشوراء” التابع لحرس الثورة أنّ حصيلة تحطم الطائرة المروحية الإيرانية هي 8 “شهداء”.
وخلال جلسة استثنائية أمس، مع رئيسي السلطتين القضائية والتشريعية، أعلن الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر، مواصلة طريق الرئيس “الشهيد” إبراهيم رئيسي من دون أي خلل.

انتخابات مرتقبة
وتتوقع مصادر إيرانية تحدثت لـ”الصباح”، أن يتم تحديد تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية بعد تشكيل اللجنة التي يدعو لها الدستور من (الرئيس المؤقت ورئيس مجلس الشورى البرلمان محمد باقر قاليباف، إضافة إلى رئيس القوة القضائية محسني ايجه اي)”. وتعتقد المصادر، أن “تعيين تاريخ الانتخابات سيتم خلال الساعات 48 المقبلة لإزالة القلق عند المواطنيين، وتحديداً الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
وذكرت مصادر مطلعة، أن السلطات الايرانية شكّلت ثلاث لجان مركزية لمتابعة الأسباب التي تقف وراء تحطم طائرة الرئيس الراحل، وبيّنت المصادر أن “(ثلاث طائرات مروحية أقلّت الوفد الذي ذهب للحدود الإيرانية – الأذربيجانية، حيث تم افتتاح سد مشترك بين البلدين، وتم إقلاع طائرتين ووصولهما إلى مدينة تبريز، فيما جرى فقدان الاتصال مع الطائرة الرئاسية التي أقلعت بعد ذلك، والتي تحطمت لأسباب غير معروفة لحد الآن)”.
وتدور تكهنات بشأن أسباب تحطم الطائرة، بينما تدعو السلطات الإيرانية انتظار نتائج التحقيق التي تجريها الجهات المختصة لمعرفة أسباب الحادث.

الرئيس المؤقت والوزير
وتنص المادة الـ131 من دستور الجمهورية الإسلامية على أنه “في حالة وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية  يتولى المعاون الأول لرئيس الجمهورية أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة القيادة”، أي المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.
ومحمد مخبر، هو النائب الأول لرئيس الجمهورية ومقرّب من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وعضو بارز في مجمع تشخيص مصلحة النظام، لكنه “مستقل” ولا ينتمي لأي حزب سياسي. ولد عام 1955 بمدينة دزفول الواقعة في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الكهرباء، وشهادة الماجستير والدكتوراه في الإدارة والتخطيط، كما أنه حاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في القانون الدولي.
وشغل محمد مخبر منصب النائب الأول للرئيس الإيراني منذ تعيينه في 8 آب عام 2021، وذلك بعد أن حلّ مكان إسحاق جهانكيري، الذي كان النائب الأول للرئيس السابق حسن روحاني.
كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، أنه تم تعيين “علي باقري كني” وزيراً للخارجية، خلفاً لحسين أمير عبد اللهيان، الذي قضى بحادثة تحطم الطائرة مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
ولد علي باقري كني بمدينة طهران في العام 1967، حيث يبلغ من العمر 56 عاماً في الوقت الحالي. وهو ابن محمد باقر باقري عضو سابق في “مجلس الخبراء”، وقبل تعيينه خلفاً لعبد اللهيان، كان علي باقري يشغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية منذ عام 2021.
كما شغل منصب نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من العام 2007 إلى سنة 2013 إلى أن أصبح مستشاراً في المجلس. كما كان باقري المفاوض الرئيسي في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة في اتفاق إطلاق سراح السجناء المبرم في أيلول من العام 2023، كما كُلف بمهمة كبير المسؤولين عن المفاوضات النووية الإيرانية.

برقيات وبيانات تعزية
وقدّمت عدة دول تعازيها، معربة عن حزنها لوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين إثر تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران أمس الأول الأحد.
وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الإثنين، “الحداد الرّسمي على وفاة المغفور له رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إبراهيم رئيسي، إثر حادث مؤسف بسقوط مروحيّة كانت تقلّه مع المغفور له وزير الخارجيّة حسين أمير عبداللهيان ووفد مرافق”، بينما سارعت شخصيات سياسية وروحية في بيروت إلى تعزية إيران بما ألم بها من مصاب.
وأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال في مذكّرته، إلى أنّ “الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسّسات الرّسميّة والبلديّات كافّة، تُنكّس حدادًا لمدّة ثلاثة أيّام من تاريخه، وتُعدّل البرامج العاديّة في محطّات الإذاعة والتّلفزيون بما يتوافق مع الحدث الأليم”.
حزب الله، أصدر بيانًا قدم من خلاله أحر التعازي ومشاعر المواساة إلى المرشد الإيراني الأعلى السيد علي الخامنئي، وأضاف الحزب في بيانه، “لقد عرفنا سماحة الرئيس الشهيد عن قرب منذ زمن طويل فكان لنا أخاً كبيراً ‏وسنداً قوياً ومدافعاً ‏صلباً عن قضايانا وقضايا الأمة وفي مقدمها القدس وفلسطين ‏وحامياً لحركات المقاومة ومجاهديها ‏في جميع مواقع المسؤولية التي تولاها”.
بدوره، أرسل العلامة السيد علي فضل الله برقيات عزاء إلى القيادة الإيرانية، كما أصدر “حزب التوحيد” برئاسة وئام وهاب بيان تعزية، وكان لرئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان كلمة في المناسبة الأليمة.
وأصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانات تعزية وتضامن، ذكّرت فيها مآثر “السيد رئيسي وعبد اللهيان” ودورهما في نصرة القضية الفلسطينية. وأصدرت كل من: (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”) و(حركة الجهاد الإسلامي) و(الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) و(لجان المقاومة) بيانات تعزية، أعربت فيها عن تضامنها الكامل مع إيران في هذا الحادث الذي أودى بحياة ثلّة من خيرة القيادات الإيرانية التي كان لها مسيرة حافلة في نهضة إيران، مشيدة بمواقفها المشرّفة في دعم القضية الفلسطينية، ومساندة نضال الشعب الفلسطيني المشروع ضدّ الكيان الصهيوني.
وإثر إعلان نبأ الوفاة، أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن صادق التعازي لإيران حكومة وشعباً في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته في “حادث المروحية الأليم”.
ونعى الرئيس السوري بشار الأسد، رئيسي والمسؤولين الإيرانيين الذين قضوا جرَّاء حادث تحطّم المروحية، معرباً عن تضامن بلاده مع إيران، وأعلن الحداد في البلاد 3 أيام.
في حين، قال بيان للرئاسة المصرية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعرب عن “تضامن جمهورية مصر العربية مع القيادة والشعب الإيراني في هذا المصاب الجلل”.
في هذا السياق، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تعازيه في وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ووصف رئيسي بأنه كان “رفيقاً وأخاً لا يقدر بثمن”.
من جهته، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف،: إن إسلام آباد تعرب عن خالص تعازيها وتعاطفها مع إيران في هذه الخسارة الفادحة، معلناً أمس الاثنين يوم حداد وطني على وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معزياً برحيل الرئيس الإيراني، : إنّ “رئيسي قدم مساهمة لا تقدر بثمن في العلاقات الروسية الإيرانية”، مضيفاً: “سأحتفظ إلى الأبد بذكرى ناصعة للرئيس رئيسي وأتمنى للشعب الإيراني الثبات الروحي في مواجهة هذه الخسارة الصعبة”.
كما نعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “الصديقين الحقيقيين”، رئيسي وعبد اللهيان. وقال لافروف في بيان: “كان الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان صديقين حقيقيين وجديرين بالثقة”، واصفاً إياهما بأنهما “وطنيان حقيقيان دافعاً بقوة عن مصالح بلدهما”.
كما بعث الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، برقية تعزية إلى المرشد الإيراني، وقال في برقيته: “أصبنا بصدمة عظيمة نتيجة الخسارة الكبيرة التي ألمّت بجمهورية إيران الصديقة والشقيقة وشعبها، بنبأ الوفاة المأساوية للرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمرافقين لهما في حادث تحطم المروحية”.
أما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فقال: “أشعر بحزن عميق وصدمة شديدة بسبب الوفاة المأساوية للدكتور السيد إبراهيم رئيسي.. وستظل مساهمته في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند وإيران في الذاكرة دوماً”.
من جانبه، قدّم عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن محمد علي الحوثي، “تعازيه الحارة للشعب الإيراني وللقيادة الإيرانية”، مشيراً إلى أن “الشعب الإيراني سيبقى ولاّداً بالقيادات المخلصة”، حسب وصفه. وبالتزامن، نقلت وكالة الأنباء السعودية، أنّ العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، يقدمان التعازي لإيران بعد وفاة الرئيس ووزير الخارجية. وأعرب ملك الأردن عبد الله الثاني عن تضامنه مع إيران في هذا الظرف الصعب.
كذلك، قدّم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أحر التعازي لإيران حكومةً وشعباً بوفاة الرئيس الإيراني ورفاقه، كما أعرب رئيس الإمارات، محمد بن زايد، عن خالص التعازي لإيران حكومةً وشعباً، مؤكّداً تضامن بلاده معها في هذا الوقت العصيب.
بدورها، قدّمت الرئاسة التونسية تعازيها لإيران، معربةً عن تضامنها مع القيادة والشعب الإيراني في هذا المصاب الجلل، وعبّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في رسالة تعزية لإيران، عن شعوره بحزن عميق إزاء رحيل الرئيس رئيسي، قائلاً: “خسرنا شخصاً مثالياً وقائداً استثنائياً في العالم”.
وأضاف مادورو: “كما كان شقيقنا.. سيبقى الرئيس رئيسي دائماً إنساناً ممتازاً ومدافعاً عن سيادة شعبه وصديقاً غير مشروط لبلادنا”، مشدداً على أنّ إيران “سبتقى مثالاً للكرامة والأخلاق والمقاومة”.
أمّا الرئيس الصيني شي جين بينغ، فأعرب عن تعازيه برحيل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية في حادث تحطم المروحية، عادّاً أن وفاة رئيسي “خسارة كبيرة للشعب الإيراني”.
من جانبها، قالت وزارة خارجية بيلاروسيا بشأن تحطم مروحية الرئيس الإيراني، إنّ ما حدث “خسارة ليس فقط للمجتمع الإيراني، فقد رحل أصدقاء بيلاروسيا
الحقيقيون”.
الرئيس الطاجكستاني، إمام علي رحمان، أبرق بدوره معزياً إيران قيادةً وشعباً بوفاة الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ورفاقه. كذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال،: إنّ الاتحاد الاوروبي “يعرب عن خالص تعازيه بوفاة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان بحادث المروحية”.
كما أعرب الرئيس البولندي، أندريه دودا، عن تأثره بعمق جرَّاء وفاة رئيسي مع وفده الحكومي. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، “عن أحر التعازي وصادق المواساة إلى حكومة وشعب جمهورية إيران الإسلامية وشعبها”، وأكد “على تضامن مجلس التعاون مع حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الظروف العصيبة”.