نافع الناجي
لا يزال جسر الحقلانية الحجري شاخصاً منذ أكثر من قرنٍ من الزمن، ليحكي العديد من القصص والأحداث التي مرت على البلاد، حيث بني الجسر في ناحية الحقلانية بطول 150 متراً وبعرض 5 أمتار من مادتي الجص والحجارة وبطريقة التسقيف التقليدية (العقادة)، ويمتاز الجسر بطريقة بنائه الهندسية كالأبواب والفضاءات والأقواس، إذ تتراوح المسافة بين فضاء وآخر من ثلاثة أمتار إلى سبعة، ليكون الجسر الوحيد لعبور عربات المستشرقين من الغرب إلى أرض السواد آنذاك.
الباحث في الشأن التاريخي، أيسر سعيد يقول “كانت الغاية من انشاء هذا الجسر، بهدف عبور قوافل الجيوش وسيارات بعض المستشرقين، وبسبب وعورة الطريق في وادي حجلان، كانوا يستعينون بالأهالي لدفع هذه العربة أو تلك لعبور جسر الحقلانية هذا”، وأدرج الجسر ضمن أهم المواقع التراثية والتاريخية في العراق في العام 1994، إلا أن الجسر ظل يعاني من الإهمال وغياب عمليات الترميم، ما دعا الحكومة المحلية في الحقلانية الجهات المعنية بإجراء عمليات الصيانة اللازمة له، والحفاظ عليه من
الاندثار.
مدير ناحية الحقلانية، سلام لزّام يقول “بني الجسر بنهاية القرن التاسع عشر تقريبا ما بين 1890 إلى 1895، عندما كان العراق جزءا من الدولة العثمانية”، ويضيف “العمل ببناء الجسر استمر من 2- 4 سنوات ليصبح معبراً رئيسياً من ناحية الحقلانية إلى قضاء حديثة وبالعكس”، وشدد لزّام على أن “الجسر بحالةٍ يرثى لها، ونطالب بإعماره لكي يحافظ على طابعه التاريخي والتراثي».
وثمة مواقع عديدة في غرب الأنبار تعد من المواقع التاريخية المهمة، تعاني جميعها من الاهمال، حيث قسى عليها الزمن واندثرت معالمها، لتختفي معها حقب زمنية مختلفة وقصص ملهمة مرّت على صفحات التاريخ العراقي المكتنز بالأحداث.