طاهر سلمان في منتصف الطريق

ثقافة شعبية 2024/05/23
...

 سعد صاحب


لا يمكن اخفاء الحب فهو واضح كالقمر، المضيء في ليل بهيم، وعلى طول حياتنا نلوم ونشتكي ونعاتب، ونتذمر من هذا الشبح الخطير،الذي يتقافز حولنا ولا نراه، ورغم العذابات والأذى والمواجع ، التي تحدث لنا بسببه، لكننا لا نستطيع الانكار.
وكلما ابتعدنا عنه اقترب منا أكثر وأكثر ، وكأن الحياة سلسلة طويلة متصلة، من العشق والتضحيات والخسائر واللذة والألم، ولا طعم للوجود بدون هذه الاشياء .( لو تحب لو ما تحب / هي وحده من اثنين ).

استعداد
العبقرية اكتشاف الشيء الذي تحبه، واستعدادك الدائم للعطاء ومواصلة الطريق، وعدم الاكتفاء بالاماني والمواعيد والرسائل، وتجاهل المشاعر والاحاسيس والنظرات، وما تبث من كلام عميق، واقسى ما في الغرام أن يتركك الطرف الاخر معلقا بين الارض والسماء من دون أن يصعد اليك مهما كانت المخاطر ولا يشاركك صعوبة النزول .( تاركني وسط الدرب / توعد الك
سنتين ).

رقة
من الوجع يأخذنا الشاعر إلى الغزل الشفيف، فالحبيب أرق من قارورة العطور الناعمة، وازكى من شميم الزهور العبقة، وأطيب من روائح البخور المنتشرة في ثياب النساء وأعذب من نسمة باردة تدغدغ القلوب المشتعلة، وما يعوز العاشق المبتلى ، القليل من الصبر والرجاء والانتظار والتأني .( حتى بعذابك عذب / بس الصبر
ليوين ).

كلام
لا يزال كلام الامس يرن في مسامعي، مثل الأغاني الطربية الرائقة، هل نسيت بهذه العجالة تلك الوشوشات الجميلة؟ هل نسيت تجوالنا في شارع السعدون ؟ هل نسيت رحلاتنا إلى الاماكن البعيدة؟ هل نسيت تلك الوجوه الاليفة والصداقات والشناشيل والبيوت القديمة ؟ هل نسيت طفولتنا البيضاء المسالمة؟ هل نسيت الوعود والمواثيق؟ ماذا حدث الان وتقرع في وجهي اجراس الغياب
والرحيل؟
(ما بين حجيك امس / ما بين حجي اليوم / ضاع العمر وانگضه / بين العتب واللوم ).


مزاج
يا لمزاجك المتقلب ويا لعقلك المضطرب الافكار، فمرة اراك صافيا كليلة قمراء، تطلع فيها النجوم الفاتنة ، ومرة مطرا متواصلا لا يعرف الانقطاع ، ومرة قطعانا من الغيوم الصغيرة الثائرة .( مره انته گمره وضوه / مره مطر وغيوم / بين الصدگ والجذب / ضيعت زين بشين ).
دائما تاتي الحسابات خاطئة، وبعد اقتراب العمر من الزوال ، نكتشف أن من نهواه خائنا والوفاء كلمة تستقر في القواميس فقط ، اماتطبيقها فنادر الوجود ، في زمن الماديات والعقول المبرمجة واللؤم والنحاسة .( ياما حسبتك وفي / وگلت العذاب يهون ). والانسان البريء يتعرض إلى شتى الطعون الحاقدة ويبقى غارقا في دوامة الهموم ، لانه احسن الظن بالحبيب والصديق والقريب والبعيد .( خليتني بغربتي / وبظني كثره اظنون).
وبعد ان يسقط القلب في فخاخ الغرام، ليس بمقدوره الخلاص من الشباك الضيقة  ولا يقبل بنصيحة الابتعاد عن وجهها الخمري الاليف، بل يريد المزيد من اللقاءات ، والانغمار الكلي في الوداد والذوبان في المحبوب .( لا اگدر انه ابتعد / لتگلي انته شلون / محبوبي  الك چم محب / ما تروه
منك عين ).

اخلاص
أغنية قريبة من الوجدان، اداها المطرب محمود انور بطريقة شيقة، فيها الكثير من الرومانسية والشجن، مع تلوين صوتي يشد المستمع اليه ، وجاء اللحن بوتيرة واحدة، معبرة عن روح الكلمات النابضة بالحنين والصدق والاخلاص، وتوصيلها باسلوب عفوي خال من
التزويق.