جوائز الشهرة والشهيرة

ثقافة شعبية 2024/05/23
...

كاظم غيلان

تحدثنا وقائع في عالم الثقافة والفن فيها من المفارقات والدلائل
الكثير.
رفض( جان بول سارتر) جائزة نوبل والتي يحلم بنيلها كبار من  مفكرين وعباقرة شغلوا الأجيال بنتاجاتهم الثرية، وأحدث رفضه ضجة لم يزل صداها يتردد ليومنا هذا .
الفنان الانطباعي الفرنسي (كوربيه ) رفض جائزة الدولة والتي هي أعلى جائزة يحلم بها فنانو ومثقفو بلاده حيث رأى وقتها بأن الحكومة ليس من حقها منح جائزة لفنان مثله .
ربما هناك وقائع أخرى نسيتها .
لست بصدد الدفاع عن ظاهرة رفض الجوائز مثلما لست من الداعين لترويج ثقافة الجائزة بوصفها تقييما نهائيا للتجربة الإبداعية .
تشتعل وتنشغل صفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام سواء في فيسبوك أو انستغرام وحتى البعض من الفضائيات بما آلت إليه جوائز منحت للعديد من غير مستحقيها كما عبر عن ذلك أصحاب الرأي المعارض، ولست بصدد الاصطفاف أو الاختلاف معهم أيضا فهذا شأن يخص الجهات المانحة لهذه الجوائز والتي هي وحدها من تتحمل المسؤولية .
الجائزة كما أعرف بحكم تجربة العمر المتواضعة لم تمنح إلا وفق سياقات منصفة موضوعية تحتكم خبرات وتجارب تتوفر على رؤى نقدية ناضجة متحررة من الانحيازات العاطفية فكرية كانت أم مناطقية ام طائفية وهذه جميعها غدت عسيرة في واقع مشوش كالذي نعيشه في عراق اليوم .
اللهاث وراء الجوائز يأتي لافتا للأنظار تشوبه شبهات فساد فاضحة، ولربما نجد فيها شيئا من العذر لاسيما التجارب المبتدئة وهذا يقع ضمن طموحاتها التي غلبتها العجالة وحرق المراحل، سعيا وراء نجومية سرعان ماتنطفئ ولم يبق منها سوى رماد الأسى والذكريات، ولربما الندم الذي ستكون ضريبته فادحة.
جوائز اليوم – معظمها- تحتكم إلى اعدادات الإعجاب والاستعراض الفاضح، دون وعي وبلا نتاج مؤثر في المجتمع، بل ومحصور جدا في دائرة الكروبات وصفقات لها صلة بعملية غسيل الأموال .
لربما نجد عذرا لبعض من يهمه دسامة المقسوم في بعض الجوائز، ولكن مابالك لمن ( يكلب الدنيا) لمن يحصل على شهادة كارتونية أو درع ( تنك) و( تخبصنا) بصورها الاستعراضية المضحكة في صفحتها التي تشير لصفتها كمستشارة - في بلد المليون مستشار- أو سفير /ة نوايا حسنة او( كشره) منحتها إدارة كافيتريا.
الجائزة حق مشروع إن كان مقترنا بنتاج له صداه وتأثيره الثقافي والمجتمعي وإن كان مانحه جهة معروفة بنزاهتها فكيف يقنعني احد بجائزة تمنحها مؤسسات غارقة بالفساد لم تفارق بواباتها هيئة النزاهة؟؟
كيف يقنعني اي منكم بجائزة تمنحها جهة لا أحد يعرف ممولها؟ لربما شركة متخصصة ببناء مجمعات سكنية فما علاقة السمنت والكونكريت بـ ( الدراما) مثلا ؟.
أو لربما يكون ( الراعي) صاحب شركة أو مذاخر دوائية ، فما علاقة الباراسيتول بـ (  الأداء المسرحي)؟
ولربما يكون الداعم شركة أمنية وهنا أيضا نسأل عن علاقة كاتم الصوت بالسمفونية؟
تداعيات أو بالأحرى فضائح الجوائز مستمرة طالما - البلوكرات - بخير والعلب الليلة لم يمسها الأرق بعد .
للذي فاته قطار الشهرة عليه تجنب قطار الشهيرة .