مبادراتٌ إنسانيَّة وحملاتٌ توعويَّة

ولد وبنت 2024/05/27
...

 بغداد: سرور العلي

أطلق فريق بابلون بايكرز مبادرة للتوعية من المخدرات، لحماية المجتمع من تلك الآفة، وكانت الحملة بمسير للدراجات النارية، لتثقيف الشباب وحثهم على ترك تلك المواد القاتلة والمدمرة لحياتهم، كذلك تشجيعهم على العلاج والشفاء التام منها.  

وعن بدايات الفريق يقول مصطفى ثابت، وهو أحد الأعضاء إنَّ «بداية انطلاق الفريق كانت في آواخر عام 2017، وقمنا كمجموعة من الأصدقاء باقتناء الدراجات الكلاسك من نوع «هارلي»، نسبة إلى الشركة الأشهر عالميَّاً لصناعة الدراجات الناريَّة الأمريكية «هارلي ديفدسون»، وكان هناك فريق في بغداد اسمه «عراق بايكرز»، فتم التواصل مع رئيسه الكابتن بلال البياتي، وقد أمهلنا بعض الأيام لمنح عضوية لنا، لتكوين فريق في محافظة بابل، وبالفعل نجحنا بتأسيس فريق بابلون بايكرز، لكن في سنة 2022 انشق فرع آخر في بابل، وتمت تسميته بأسود بابل فأصبح هناك فريقان في المحافظة، وبقينا متوحدين ويداً واحدة، وعرفنا بـ «درّاجو بابل».
ولفت ثابت الى أنّ الهدف من الفريق، هو عكس صورة إيجابيَّة عن الدراجين، بارتداء الخوذة والثياب من أجل الحماية، واحترام الشارع، وكذلك استقبال الدراجين الأجانب الذين يأتون من خارج العراق للسياحة، والتعرّف على معالم البلاد وحضارته، إذ قاموا باستقبال وفود أجنبيَّة، وسفراء من الدول الأوربيَّة.
وأكد ثابت أن “ثقافة الدراجات في مجتمعنا حديثة، وتحتاج إلى وقت لتقبلها بشكل واسع، وعكس صورة إيجابية عنها”.
ومن التحديات التي واجهها الفريق، هي أن الدراجات النارية غير أصوليَّة، ولا تحتوي على أرقام قانونيَّة، وبعد مناشدة وزارة الداخلية تم فتح باب الترقيم، وأصبحت بشكل أصولي، وتم ترقيم جميع الدراجات بمختلف أحجامها، أما التحدي الآخر الذي تم تجاوزه، هو عدم قدرتهم على السفر من خلال الدراجات خارج العراق، لكن اليوم بإمكانهم القيام بذلك، عبر المشاركة في المهرجانات العربية والأوربية، ومن الصعوبات الأخرى التي تعرقلهم، هي تعرضهم الدائم لانتقادات المجتمع، أو أصحاب المركبات في الشوارع، وأحياناً محاولة أيذائهم.
ويطمح أعضاء الفريق إلى تقديم أفضل الخدمات التي تسهم بنهضة المجتمع وازدهاره، لا سيما أنهم شغوفون بالرياضة وركوب الدراجات، وهم حاصلون على شهادات عليا علميَّة، ومنهم أطباء ومهندسون وضباط ومدراء، وينتمون لأسر كريمة وأصيلة.
وبيّن ثابت أن فريقهم يعمل بشكل ذاتي، من دون دعم أي جهة معينة، لذا فهو يأمل أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بدعم الفريق مادياً ومعنوياً، لا سيما أنّهم يقومون بتثقيف أفراد المجتمع.
قام الفريق بالكثير من النشاطات والفعاليات، كالثقافية والتوعوية، والإنسانية والتطوعية، ومنها حملات لمساندة الأسر المتعففة، وتوزيع السلال الغذائيَّة في أيام شهر رمضان، والقيام بالمهرجانات الشعريَّة، وعقد الندوات للشباب، فضلا عن التبرّع بالدم لمرضى الثلاسيميا، وبشكل مستمر، كذلك اطلاق مبادرات تشجير الشوارع وطلائها، وإصلاح الجسور وإعادة تأهيلها، بخاصة تلك القريبة من المدارس الابتدائية، لحماية الأطفال من السقوط.  
وشارك الفريق بالعديد من المهرجانات داخل بابل وخارجها، ومعظمها كانت ذات طابع ثقافي ومنها، في مهرجان «اكتشف الجمال في لبنان»، بحضور الكثير من العرب، وكذلك قيامهم بالسفر عن طريق الدراجات إلى اسطنبول، وتمت تسميتها برحلة التحدي، كونها أول مغامرة لدراجين ينطلقون من محافظة بابل، وحصلوا على الكثير من التكريمات والشهادات التقديريَّة، ومنها تم تكريمهم من قبل قيادة شرطة بابل، ومن وزارة الشباب والرياضة، قسم الأعمال التطوعية، والثناء على جهودهم المبذولة، لعكس صورة الدراج الصحيح، كما تم تكريمهم في تركيا ولبنان.