بغداد: أحلام سعدون
تصوير نهاد العزاوي
لعل {فاجعة الهارثة} تنفض الغبار عن مخططات جسور المشاة الحديثة، التي أصبحت ضرورة ملحة لحفظ أرواح العراقيين. أما الجسور التي شيدت في سبعينيات القرن الماضي، باتت عبارة عن كتل حديدية متقادمة وآيلة للسقوط وقد تتداعى في أي لحظة مسببة حوادث خطيرة، كما هو الحال في عدة مناطق منها شارع فلسطين، فأصبح المواطن ضحيةٍ بين مطرقة الشارع العام وسندان الجسر المتهالك.
ورغم الجهود الحكومية المبذولة في توفير الخدمات وهذا ما لمسه المواطن بعد حملات الإعمار وبناء الجسور، فانه ما زال يتوسم خيراً في إيلاء أهمية أكبر لإنشاء جسور للمشاة، خاصة على طريقي محمد القاسم وقناة الجيش السريعين، كما في الدول المجاورة.
لا تطابق المواصفات الحديثة
وبهذا الشأن أشار المهندس د. س لـ”الباب المفتوح” إلى أن جسور المشاة في العاصمة بغداد، لا ترتقي لمستوى الجسور في محافظات الإقليم والدول المجاورة، فهي إن وجدت لا تحتوي على مظلات تقي من حرارة الشمس صيفاً والأمطار شتاءً، كما تم تصميمها بسلالم عالية جداً يصعب صعودها من قبل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبين أن “جسور المشاة الحديثة عادة تنشأ بجانبها المصاعد أو السلالم الكهربائية التي تعمل اما بالكهرباء او ببطاريات تعتمد الألواح الشمسية، فتسهل مرور المواطنين والعبور من جسور المشاة، على العكس مما يوجد في بعض الجسور الجديدة التي تعتمد على السلم العادي، كما هو الحال في الجسر الحديث الذي شيد على طريق محمد القاسم أمام الجامعة العراقية، ما يضطر الطلبة لعبور الخط السريع والوصول إلى الجانب المقابل أسرع من يصعد السلم الذي ينهك القوى، ولهذا السبب تحصل الحوادث المرورية.»
صعوبة الوصول وتراكم للنفايات
من جانبه، قال المواطن حسين كريم وهو طالب في الجامعة العراقية: أن “السبب في استخدامي لجسر المشاة يومياً من أجل الالتزام بالقانون، والسبب الآخر اجتياز مخاطر الطريق، فأشهد يومياً على الأقل مرة حادثة دهس عند عبور الخط السريع، فهناك البعض يجد صعوبة في صعود السلالم، ويستعجل العبور للوصول للجهة المقابلة، ما يؤدي إلى حصول الحوادث.»
كما شدد كريم على ضرورة إيلاء هذه الجسور الاهتمام من قبل الجهات المختصة ودوائر البلدية، ورفع النفايات منها التي تتراكم بشكل كبير وغير حضاري لا يتناسب مع الشكل الجديد لهذا الجسر.
شماعات وستاندات للإعلانات
أما المواطنة زينب سامر فقد عبّرت عن مخاوفها عند عبورها الشارع، بعد أن شهدت أمامها حادثاً مرورياً، أودى بحياة شاب عند خروجه من جامعته، التي تقع على سريع محمد القاسم في محاولة لعبور الخط السريع للجهة الثانية (منطقة زيونة)، مشددة على ضرورة تشييد جسور عبور للمواطنين تؤمن حياتهم من أخطار الطرق السريعة.مضيفة أن هناك عدة جسور مشاة في العاصمة بغداد، إلا أنها غير صالحة للمرور، وأصبحت “شماعات” للإعلانات واللافتات كما في جسور مشاة شارع فلسطين وغيرها من المناطق.
ويشدد مراقبون ومواطنون على ضرورة إدراج جسور المشاة ضمن خطط الحكومة في إعمار وتأهيل الطرق والجسور وفك الاختناقات المرورية، لأهميتها وضرورتها في الحفاظ على أرواح المواطنين والأطفال
مؤكدين على تكييف هذه الجسور على وفق المواصفات الحديثة، وتخدم جميع فئات المجتمع، من خلال وضع سلالم كهربائية أو مصاعد، فضلاً عن ضرورة تسييج الجزرات الوسطية خاصة في الطرق العامة السريعة لمنع العبور العشوائي منها، وفرض الغرامات على من يخالف قوانين العبور.