أيام العيد.. حنين إلى زمن الطفولة الباسمة

ثقافة شعبية 2024/06/13
...

 سعد صاحب 

كانت الاعياد القديمة، اكثر ابتهاجا واقبالا وحميمية ومشاركة، حيث التزاور والاهتمام بالاخرين، واستذكارهم بالخير والمن والعافية والبركات، وتقديم التهاني والهدايا وإقامة الولائم، وهذا ما يثير شهية الاطفال المشاغبين، لنهب العناقيد الطرية والفواكه الشهية والعصائر الباردة والكرزات والحلوى، ولملمة ما تبقى من فتات الموائد، والتدافع من اجل الحصول على عيدية تكفي لدفع فاتورة المباهج.

(جان ذاك العيد بالافراح زاهر/ هسه عاين عيدنه من الكيف خالي/ شوف غازيني المشيب/ شعره كل لحظه تشيب/ من كثر ضيم الوكت ضيم الغوالي/ من قهر روحي وحزن مرسوم ما بين الاظافر/ اسأل الناس الاكابر/ من يرد دشداشتي والباب وطيور وفرشات وحمام/ ابيض بلون السلام/ من يرد مرجوحتي ودولاب يفتر بالعوالي/ من يرد مصيادتي وسرب الگنابر/ من يرد احباب عمري من المگابر/ من يرد للدار كل راحل غريب/ من يرد محبوبتي وذاك الوفه وذيچ  الليالي). 


طفولة 

الانسان حتى لو يشيخ وتبدو عليه التجاعيد، وتسير ايامه بخطى سريعة عاجلة، ويمضي به العمر الى محطات السكون الموحشة، يبقى يحن الى زمان الطفولة الباسمة، ويشتاق للعيد والاصدقاء والافراح والاراجيح والمسرات والثياب الجديدة.

(عيد نفس العيد باقي/ جيد وگلادة ذهب والماس راقي/ والعراقي بكل زمن ميال للبهجه العراقي/ للفرح للكيف للحب للسوالف للحنين/ للعطف لو شاف مكسورة جنح طيره زغيره/ لكن الناس اتبدل والطبايع والسنين/ والضميره يموت ما يعدل ضميره/ ذيچ اعياد الزمان الفات گدامك تلوح/ والرگص والهيل والدبچات والجوري اليفوح/ عيد حلوه بچرغد وثوب ودناديش وعبايه/ عيد سكتاوي يمر بين الدشاديش ويطر سوگ الولايه/ عيد ضد العيد شايل لافته بنص المسيره/ عيد راح وعيد رد وعيد لابس موسلين/ عيد مجبل من بعيد بكودري وقماش سيره). 

سلسلة من الاعياد الطويلة مرت مثل قافلة بعيدة، وانت يا ايها المسافر المبتلى بالابعاد القسري، والضياع ما بين الدهاليز الباردة، وحدك تتدثر بالبرد والامطار والثلوج والصقيع والذكريات، لا شيء يلوح في الاجواء سوى غيوم متفرقة، وضجيج صاعقة قاتلة، وبقايا من طيور مهاجرة ضلت طريقها الى

الوطن.

(ضاع بالغربه بريدي/ والصور وشگد مكاتيب العطر منها يفوح/ گال ممنوع الرقيب/ توصل الذاك الحبيب/ چان مكتوبي يسافر بالمطر بالريح ساعات اللهيب/ چان بخيوط الشمس غبشه يروح/ يصعد التالي السماوات البعيده/ ينزل شموع واغاني ويترس الساحات طيب/ من وره اجبال واشوفك تومي بيدك/ وانه اسمع صوتك برغم المسافات الطويله/ وانه اهجس بيك لو تدبي دبيب/ وانه شوفن نور خدك من يلالي/ واحنه تفصلنه بحيرات وسراديب وسفوح/ واحنه يفصلنه برج واسلاك وجنود وبنادق/ واحنه فوگ من الدرب ينطرنه ذيب).


اعتذار 

اطفال غزة الآن، هم المقالة والقصة والرواية والنص المفتوح والقصيدة، لكن ماذا نكتب حتى نسبر غور هذا الخراب الهائل ؟ تعجز كل الكلمات عن قول ما تريد، وهي تحدق مرعوبة في الحريق، او انها تحاول عبثا التقاط كل يد مقطوعة، تنام بين الحديد او في ثنايا 

الحجر.

(يعتذر عن غزه عيد والف عيد/ والفرح شيسوي جاي ونار تلهب بالمنازل/ نار تلهب بالضماير نار تلهب بالحشاشه/ اليشوف ابعيد مثل عيون زرقاء اليمامه/ مو مثل ذاك اليخونه الشوف لو باوع بعيد/ مو مثل ذاك العله عيونه غواشه/ وانته يلعايش سعيد/ بين واحات وحدايق والوكت صافي ورغيد/ كون من اتمد سفرتك هم تفكر باليجوع/ كون من تترس جربتك هم تفكر  بالعطاشى).