صوت النهار القادم

العراق 2019/06/11
...

حميد السوداني
لا أحد يدخل نفسه في قاموس المصالحة إلا إذا كان المعنيُّ بالأمر، الذي ذرف الدمع وانسابت الحسرة في قلبه وسَالَ دمه على خير العراق ورماله وهو بهذا حكمَّ ضميرهُ وقطع الطريق الطويل من نضالهِ وجهاده حتى أصبح رمزاً لنا، واسماً ومصدراً حين نبحث عن منبع البداية لمهمة التصالح الوطني بعيداً عن التعصب ودخول وخروج المربعات أملين الجلوس في الأسلوب الحضاري المتبع في حالة جديدة من الوعي، والمكان الصحيح لأجل وفاق تام ونهائي حتى يجد الشعب في فلسفة وجودهِ المعنى الرائع.
 الأنسان لا يحتاج لوساطة البشر، لأن الإنسان في تفكيرهِ ومزاجهِ وخلاصهِ وانتمائهِ أفضل الكائنات درجة ومرجعية وتقليداً وسلطة، لهذا فأن هذا الادراك العالي يؤدي الى أفضل الطرق للاندماج ومواجهة بلاء المجهول والمعلوم حتى يتعين على المجتمع بالظفر في مكانة محترمة وسط مجتمعات العالم.  
 إن أبلغ رد على إعلام الآخر أن تكون قوياً، واعياً، واضحاً، جديداً، رائداً، نموذجاً صالحاً ثم صاحب مدرسة للأخاء والتضحية والدفاع عن النيات الطيبة والطهر والكمال.
نحنُ، وبعد مخاض البحث عن حرية الرأي، وخبز اليوم، وحلم الغد، أصبحنا في صورة مرئية أمام العالم ذلك إننا بلد لا يستهان بهِ من الخير والقوة والحضارة والتجارب المريرة لنضال حاد وصد الهجمات الشرسة وبالتالي وحتى تتكامل الصورة المراد رؤيتها والقناعة فيها لا بدَّ أن نبحث في تناقضات الصورتين بفعل اختلال الإدراك، ومعالجة الأخطاء بالعلاقة المنطقية عبر قنوات الحوار وارتفاعه لدرجة اليقين  بأن الحوار يكون نافعاً، ولهذا فإن تقدير الفارق أو التشابه مع أنتاج الصورة الواضحة لمشهد المصالحة الحية فيها (( حسن الإداء وكفاءة متميزة من كل الأطراف )).
     وضمن هذهِ المقارنة وتفكيك ماهو المراد منهُ البناء والظفر بشكل باهر وبناء جريء، يحتاج الى رجال المصالحة، لأنهم في هذا الوقت المتشابك بالمكان والظروف نحتاج لهم أن يصنعوا تاريخاً جديداً بالرغم من كل المعطيات الموجودة على أرض الواقع وليست بهذهِ الصعوبة لكنها سهلة ايضاً.
بناء النظام الوطني هو التحدي الأول في أنظمة قديمة هالكة أو أنظمة جديدة لا تستوعب القدرة على البقاء، ضروري لأن عقوبة الأخفاق والفشل ينضم الى ما أشرنا اليهِ من قديم وجديد، إن الوطن ينهض اليوم بتقارب الجميع نسبياً سواء حرص الجميع أو اختبار الكل وهذهِ صورة جديدة لها مقولة وسؤال وجواب.
أن السعي وراء النهوض والاستقرار هو الهدف الذي يربط الانسان بالآخر ودعمه واسناد جدارهِ والمضي معهُ في طريق ربما يكون خاطئاً في البداية لكنه يتميز من نورهِ واستقامته، وهو ما نراهُ حتى على الصعيد الدولي ضمن تحالفات واتفاقيات ومواثيق طويلة أو قصيرة الأجل.
 ولا نقول فشلنا بعد السعي وراء المصالحة، لأنها ليست نظرية جافة ومقيدة بشروط بل هي صنع قرار تطلق فيها الأحلام وتسقط المراهنات والمزاوجة والتراجع الى اللابداية ولنؤمن بمقولة (( اسمع صوت الماضي، وضحكة النهار القادم)).