بغداد: رغد دحام
يشهد قطاع الطبّ التجميلي رواجاً واسعاً خلال السنوات الماضية، ما جعله مطمعاً لولوج "دخلاء المهنة" عليه، بدفع من الإقبال المجتمعي المتزايد نساءً ورجالاً.
وقال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد شنكالي، في حديث لـ"الصباح": "نعاني اليوم مشكلة انتشار عيادات التجميل بشكل مبالغ فيه وبعضها تفلت من الرقابة"، مستدركاً أنَّ "هناك توجهاً واضحاً من الوزارة في تنظيم عمل التجميل، فضلاً عن الحدّ من التداخلات لعمل الكثير من الاختصاصات حتى الطبية منها".
وأشار شنكالي إلى أنَّ "باقة واسعة من الضوابط ستدخل التطبيق ضمن خطط منع التداخلات بين عمل أطباء الأسنان والتجميل، كما أنَّ نقابة الأطباء بدأت بالمتابعة من خلال لجنة الانضباط والتفتيش"، لافتاً إلى "التركيز على وضع ضوابط تسمح بالتخلص من هذه التداخلات بين عمل الاختصاصات المختلفة".
ولا تخلو عمليات التجميل من خطورة، ما يتطلب متخصصين دقيقين، إذ أدت الأخطاء الطبية إلى فقدان إحدى المريضات لحياتها خلال عملية تجميلية لنحت الجسم، وتكررت هذه الحادثة أكثر من مرة في العاصمة بغداد وفي مستشفيات خاصة معروفة.
وعزا الباحث الاجتماعي ولي الخفاجي انتشار ظاهرة التجميل في الآونة الأخيرة إلى "تركيز النساء على التجميل أكثر من الرجال، على اعتبار أنَّ المجتمعات تنحو نحو اهتمام المرأة بجمالها وأناقتها، ولهذا السبب تذهب بعض النساء إلى إضافات على ملامح الوجه".
وقال الخفاجي، لـ"الصباح": إنَّ "من بين الأسباب المهمة هو تقليد الموضات، فسلوك الإنسان أغلبه يعتمد على التقليد من ناحية تقليد المشاهير وغيرهم، فضلاً عن عامل الشعور بالنقص الذي له دور كبير في لجوء بعض الأشخاص إلى عمليات التجميل علاوة على جانب التنشئة الاجتماعية والرغبة بأن يكون موضع اهتمام".
وأضاف الباحث الاجتماعي أنَّ "هذه القضية فيها مضار واسعة اجتماعياً، بالإضافة إلى مخالفتها النصائح الطبية والتحذيرات من السموم والتشوهات"، مشيراً إلى أنَّ "بعض الأخطاء الطبية تحدث بسبب عدم الخبرة والدخلاء على المهنة من غير الأطباء والجراحين، حتى وصل الأمر بإقامة مثل هكذا عمليات من قبل حلاقين ومعاهد تعليم".
تحرير: علي عبد الخالق