بغداد: سرور العلي
ينتمي محمد المندلاوي إلى المدرسة الواقعية التعبيرية، والتي نجدها في أعمال الفنان لوسيان فرويد، لكن أحياناً تتضمن بعض أعماله السريالية، والميل إلى التجريدية، فلا يتقيد بنمط ثابت، فهو ضد فكرة التمسك بأسلوب واحد، ومدرسة واحدة لمجرد أنه عرف به. والمندلاوي الحاصل على دبلوم من معهد الفنون الجميلة، يعمل كذلك مصمماً معمارياً داخلياً وخارجياً، إلى جانب كونه فناناً تشكيلياً، إذ مارس الفن منذ سن صغيرة، وكان متفوقاً ومتميزاً بين أقرانه، حين كان في المرحلة الابتدائية، لتتطور أدواته الفنية في المعهد.
ولفت إلى أن أول من تأثر به من الفنانين العالميين، هو الفنان الاميركي جاكسون بولوك، وكان ذلك تقريباً سنة 2018، ويرى أن هناك فئة قليلة تفهم أو تحاول فهم نوعية أعماله التي يقدمها وإلى ماذا تشير. ويوظف المندلاوي مفاهيم عدة في أعماله، ومعظمها تكون سايكولوجية، وتعبر عن دوافع نفسية يمكن ايجادها في كل شخص، وأحياناً تكون مواضيع عامة خارجية أو نتيجة لظروف أو ما نمر به، مثل أحداث غزة، أو تظاهرات تشرين، وغالباً ما تكون تشخيصية.
ومن يتمعن جيداً في أعماله، فهي تتضمن المشاعر أكثر من الأفكار، وكثيراً ما تحمل رموزاً مقتبسة من العقد والحالات النفسية في مجال علم النفس، لاهتمامه بهذا المجال، وهي تتناول الجانب الهش المخفي في الإنسان.مؤكداً “كان الرسم بالنسبة لي علاجاً، وهدفاً أسعى له في الحياة، وليس مجرد قضاء وقت أو امتاع الآخرين”.
وأقام معرضه الشخصي الأول في قاعة محمد غني حكمت، في المتنبي عام 2018، وتضمن خمس عشرة لوحة، وهي وجوه مرسومة بتقنية سكب الألوان، وأشار إلى أن الدراسة الأكاديمية لا تصنع فنانين، بل ربما تسلبهم، إذ عرف الكثير ممن درسوا مجال الفن، وكانوا متمكنين وتركوا الرسم بعد التخرج، فالأمر يعتمد على ما يعنيه الرسم أو النتاج الفني بالنسبة للفنان، حتى يجعله يستمر أو يتوقف.شارك المندلاوي بالعديد من المعارض الفنية المحلية السنوية، منها معرض الواسطي في وزارة الثقافة، ومعرض الشباب أيضاً في مقر الوزارة، ومعرض عشتار في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ومعارض أخرى، ونال العديد من الشهادات التقديرية من معهد الفنون الجميلة، ومن وزارة الثقافة.وعن رأيه بالفن التشكيلي العراقي اليوم بين: “الحركة الفنية ممتازة ونشطة، وهناك الكثير من المعارض الشخصية والمشتركة، والسنوية، وهناك حركة فنية متزايدة، وأعمال جيدة يتم إنتاجها وتقديمها”. ويستعد المندلاوي لإقامة معرضه الشخصي الثاني بأقرب وقت، ويطمح ليكون فناناً عالمياً حينما تتاح له الفرصة، وختم حديثه بالقول: “رسالة أذكر بها نفسي دائماً، لا تنتج عملاً فنياً إلا وهو يحاكي وجودك وصراعك”.