خضراء الدمن

الصفحة الاخيرة 2024/07/09
...

صادق الجمل



تعود كاتب المقال أن يضع السؤال في حاشية مقاله ويستعين أحياناً بالهامش الذي يكون عادة أدسم من المتن، ففي السنوات القليلة المنصرمة برزت على السطح هوامش غريبة عجيبة طارئة على مجتمعنا حيرت علماء النفس والاجتماع. 

ففي الثلث الأخير من القرن المنصرم تسيدت المجتمع نساء عظيمات، افتخر بهن العراق وامتاز من بين باقي الدول العربية بل والشرق أوسطية، بنشوء طبقة وسطى..مثقفة وعلمية، حتى ان أول امرأة عراقية تسنمت وزارة وأخريات قاضيات وفنانات تشكيليات وشاعرات رائدات ومناضلات أسسن مع زملائهن وشيدن بناء  الوطن ولا يتسع المقال لذكرهن. 

يبدو أن نجاح القوى الناعمة (المال والإعلام) ساعد في طمس تاريخ تلكم العراقيات اللامعات، وأهمل بتعمد مكشوف الفاضلات العراقيات المبدعات في جامعاتنا ومعاملنا وبشارعنا الثقافي الذي يزخر ويفتخر بهن اليوم طلبتنا وشبابنا الواعي. 

ويبدو أن تلك القوى بتسليطها الضوء على ظهور بعض سقط متاع مجتمعنا، قد حققت أهدافها، فتسلقن واجهة الحياة السياسية والاجتماعية وإشغال (الجمهور) بفلسفة الابتذال، وقد ساعد الإعلام غير المحترم وعديم المسؤولية، تحت غطاء الحرية المزعومة بالترويج والتهريج.

حقا لو قيل: العرمة بالمحلة خاتون. 

فالعملة السيئة تطرد الجيدة من السوق بحسب مفهوم (gresham.s)  وينطبق هذا المفهوم الاقتصادي على المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية، وقال العرب :

لا تربط الجرباء قرب صحيحة 

خوفا على تلك الصحيحة تجرب 

وهي دلالة معنوية أخلاقية، ولا تقتصر على المرض العضوي الأقل خطرا.

 ومن مهام وواجب راعي الأسرة الأكبر (الدولة) بكل مفاصلها وعناوينها، أن تستخدم مشرط الجراح لاستئصال هذه السرطانات الخبيثة، كي تحافظ على سلامة وصحة المجتمع قبل فوات الأوان، وتخرس الأصوات النشاز، وتفعل فقرة العرف الاجتماعي، وهي واحدة من أهم فقرات تشريع القانون العراقي .. والله من وراء 

القصد.