باكو: يارا محمود
تتخذ أذربيجان خطوات كبيرة للتحضير لمؤتمر الأطراف في دورته التاسعة والعشرين ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي من المقرر عقده بباكو في شهر تشرين الثاني من هذا العام، وسيستقطب الحدث عدداً كبيراً من الضيوف، كالمندوبين والإعلاميين والخبراء ومجموعة من المهتمين بجمع المعلومات عن تغير المناخ والجهود المبذولة لمكافحته.
صرح جفانشير بيراموف، نائب رئيس مجلس إدارة مكتب السياحة الأذربيجاني:”إنه يجري إعداد 16 طريقا سياحيا جديدا تشمل مناطق مختلفة من البلاد وتوفر التعرف على السياحة البيئية (المحميات، المتنزهات الوطنية)، فضلا عن الاستجمام في الطبيعة وبهدف تلبية هذه المتطلبات، تم تصميم مسارات الرحلات، لتحقيق أقصى استفادة من وقت الفراغ، الذي سيحظى به العديد من المشاركين، بين أسابيع المؤتمر.
وتحضيرا لهذا الحدث الكبير، تعمل حكومة أذربيجان على توسيع إمكانياتها الاستيعابية، من خلال بناء مرافق فندقية جديدة، وتحديث المرافق القائمة.
ولا يقتصر العمل على العاصمة، بل يتم تطوير البنية التحتية في العديد من المناطق، وخاصة في شبه جزيرة أبشيرون.
وبحسب بيراموف، من المتوقع أن يكون هناك اهتمام أكبر بالمؤتمر الذي سيعقد في باكو بعد انعقاد مؤتمر الأطراف في دبي: هذا واضح بالفعل في عدد حجوزات الفنادق. خلال المؤتمر ستكون لدينا منطقتان باللونين- الأزرق والأخضر.
سيشارك في المنطقة الخضراء السياح الذين يرغبون في معرفة المزيد عن الفرص السياحية في البلاد في إطار حماية البيئة.
وفي هذا الصدد، يمكن اعتبار استضافة المؤتمر عاملا مهما لتحفيز تطوير صناعة السياحة في البلاد.
وحتى نهاية عام 2024، ستكون أذربيجان في مركز الاهتمام من خلال استضافة حدثين رئيسين: “الفورمولا 1،ومؤتمر الأطراف كوب29 ، ومن المتوقع أن يصل تدفق السياح إلى مستوى غير مسبوق، نسعى لتنظيم وتأهيل الفنادق والشقق والمجمعات السكنية الجديدة ومستويات مختلفة من قواعد الإقامة، يجري الانتهاء من القرية الأولمبية، ومناطق أخرى على طول منطقة أبشيرون، وهناك اهتمام خاص لتصنيف الفنادق.
فيما اشار الرئيس الأذربيجاني الهام علييف خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح معرض الخزر للطاقة الخضراء على هامش مؤتمر الطاقة:” باعتبارنا دولة مضيفة لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، فإننا ندرك جيدا جميع المزايا والتحديات التي ينطوي عليها القيام بهذه المهمة المسؤولة، أن تأثير تغير المناخ محسوس في بلدنا، وأن مستوى بحر الخزر ينخفض كل عام، إن الأنهار التي تتدفق إلى بحر الخزر تنبع من بلدان أخرى.
ليست لدينا أي مسؤولية عن هذه الكارثة الطبيعية، علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد.
وسنبذل قصارى جهدنا لبناء سدود وخزانات ماء جديدة».
وأضاف علييف أن أذربيجان التي تحملت مسؤولية رئاسة هذه الفعاليات المهيبة، تبذل كل ما في وسعها عن طريق إقامة حوار صادق وهادف الى النتيجة مع جميع الأطراف المعنية من اجل تقديم عملية كوب وضمان الفعاليات المثمرة للمناخ واختتام كوب 29 بنتائج إيجابية.
إن الاتفاق على هدف كمي جماعي جديد لتلبية حاجات مالية متزايدة للبلدان النامية بشأن تغير المناخ، هو المهمة الملحة القائمة أمام الجميع بجانب كونه رأسمالا لمستقبلنا المشترك، ومسؤوليتنا المشتركة أمام الأجيال الحالية والمقبلة، وبالتالي فإن أذربيجان ستتخذ جميع التدابير الضرورية الرامية إلى تقديم هذه المفاوضات في جو من الشفافية، والعمل على تسريع الوفاء بالالتزامات والوعود التي تم التعهد بها من قبل.
ومن جانبه أشار المرشد السياحي اوغور شاهين الى الكم الكبير من التحديات التي تلازم إقامة هكذا فعاليات دولية مهمة لا تخلو استراتيجية تنمية السياحة في أذربيجان من المخاطر، يمكن أن يسبب عدم الاستقرار الجيوسياسي تحديات غير متوقعة، وتتزايد المنافسة على الوجهات السياحية الأخرى.
ومع ذلك، فإن إمكانات أذربيجان كوجهة سياحية كبيرة جدًا.