بغداد: محمد إسماعيل
تقادم الزمن على مؤدَّي المربع.. بين شيخوخة وموت.. ولم تطرح بدائل عنهم، ما يبعث على التساؤل: كيف نحافظ على هذا الفن الأصيل، تناغماً مع ذائقة الشباب المتجددة.. وقال الفنان جمال السماوي: يُؤدى المربع على مقام الحليلاوي، وهو نادر وصعب يتحرك فيه المطرب في منطقة بينيَّة نغميَّاً.. غير راكزة، مؤكداً: ربما هذا هو السبب في عدم تواصل الأجيال معه، بالتزامن مع نفاذ قيم ذوقيَّة وافدة من دول عربيَّة وأجنبيَّة أسرع وأبلغ تطريباً.
وأكد مطرب المربع إبراهيم القيسي.. أبو عكري: تكتظ درابين الفضل بأصوات مكدودة، كأنّها خارجة من تحت طبقات الأرض السابعة، تردد: سوده عليه ما خذت حمادي.. سوده عليه ما أخذته للزين.. حسبالي أعزب طلع ماخذ اثنين، مضيفاً: أخشى اندثار هذا اللون التراثي الذي يشكل واحداً من أعمدة الفن العراقي.. البغدادي.. الأصيل؛ لأنّنا.. نحن مؤدون تقادم علينا الزمن، ولم تطرح الساحة الغنائيَّة.. الشعبيَّة، بدائل تعوض شيخوختنا معتزلين.. أو متوفين.
ولفت الخبير الموسيقي حيدر الحيدر: المربع البغدادي فن تميز به العراق عن سائر الدول العربيَّة، وهو من ألوان الغناء الشعبي التراثي البغدادي القديم، يغنى باللهجة العاميَّة، مفيداً: نشأ في محلات الفضل وباب الشيخ والأعظمية.. يُؤدى من قبل شخص واحد يقف وسط حلقة مرتدياً ثياباً بغداديَّة خاصة بالمربع.. الصاية والجاكيت وحذاء الروغان والجراوية، وحوله عازفو الدنبك (الطبل) يشكلون نصف دائرة ويسمونهم بالرادودة وكثيراً ما نرى المغني أو المطرب يستخدم حركات يديه أو بعض أجزاء جسده المنسجمة مع المربع عند الأداء.