مواطنون: ظاهرة التسوُّل تتفاقمُ والحلولُ غير مجدية

الباب المفتوح 2024/07/10
...

 بغداد: احلام سعدون
 تصوير: نهاد العزاوي

عند الاستيقاظ باكراً والذهاب الى العمل أو لقضاء أمرٍ ما، تشاهد الكثيرَ من الشباب في عمر الورد ينتشرون في الطرقات يستجدون المال بطرق مباشرة وغير مباشرة؛ الأمر الذي يجعل من نفسيَّة الإنسان تنقبض وتضعه في حيرة بين هل هذا الشاب محتاجٌ فعلا أم باتت ظاهرة التسول وظيفة تضع المشاهد أمام الأمر الواقع، وبين تساؤل وآخر لماذا لا يجرب الشاب العملَ الشريفَ في مهنٍ أخرى كالعمالة وبيع السلع والحاجات وغيرها من الأعمال التي لا تحتاج الى شهادة أو واسطة ليكون موظفاً حكومياً أو أهلياً.
بين الواقع والخيال
المواطن سجاد علي (في تجربة شخصيَّة) شاهد بمعيَّة أخيه أحمد ودار حوارٌ بينهما بشأن الشاب المتسوّل أمامهم وهو يتمتعُ بصحةٍ جيدةٍ يستطيع أنْ يقضي نصفَ الوقت في عملٍ ما ويكسبَ قوته بطريقة شرعيَّة بدل الوقوف في الشارع والتعرض لأشعة الشمس الحارقة وسماع كلماتٍ غير لائقة ليردّ أحمد قائلاً: «باتت نطاق هذه الظاهرة يتسع بشكلٍ لافتٍ لأنها تذر أموالاً طائلة على ممتهنيها من دون تعبٍ، الأمر الذي جعلهم يبتكرون طرقاً غريبة ومخادعة فمنهم من يكتب طلبه على ورقة بخطٍ واضحٍ، وهو يخدعُ الناسَ ويدعي عدم النطق ويتجول اليوم بكامل صحته متنقلاً بين السيارات والأماكن المزدحمة في إشارات المرور وآخر يدعي العوق ويجلس بكرسيٍ متحركٍ أو يتكئ على عكازه ويقوم بالتسول وبمجرد أنْ تنتهي فترة تجسيد الدور ينهضُ من الكرسي ويستقيم من اعوجاجه ويقوم بطي الكرسي ويضعه في
سيارته».
تذمر المواطنين
الطالب عماد توفيق تذمَّرَ من مهنة غسل زجاج السيارات بموافقة صاحبها أو عدمها، إذ يقومون بإحراج أصحاب السيارات بسماع كلامٍ غير لائقٍ، ووصفَ توفيق مشاهد التسول بأنها غير حضاريَّة ولا بُدَّ من
ردعها.
ووضع اتساع هذه الظاهرة في خانة مسؤوليَّة الدولة للالتفات إليها، ولفت الى تهذيب ظاهر التسول أسوة بالبلدان الأخرى التي يلجأ فيها المتسوّل الى عزف الموسيقى وارتداء ملابس بهيأة حيوانات أليفة تفرحُ الأطفال ومنهم من يرسم الشخصيات الكارتونيَّة وغيرها مقابل مبلغٍ من المال وليس بإجبار المواطن على إعطاء المال بغير إرادته الشخصيَّة.
وتساءل توفيق هل من المتسولين من يمتلك تلك الإبداعات، الجواب: كلا، إنَّهم مخادعون وحسب.

أسلوبٌ آخر
وفي حالة أخرى رصدتها المواطنة سجى إبراهيم وهي أنْ يضعَ بعضٌ من الشباب لافتات فيها صورُ أطفالٍ مرضى يحملون تحاليل طبيَّة يجمعون المال بطريقة مبتكرة تخدع المقابل على أنهم واسطة لفعل الخير.
وهذا الأمرُ باتَ يشكلُ ظاهرة أخرى يعاني منها المواطن ويشاهدها في الطرقات.

رسالة
غالباً ما تصلُ الى صفحة «الباب المفتوح» رسائل من مواطنين يطالبون بتفعيل دور الإعلام في التوعية المجتمعيَّة للحد من انتشار التسول بطرقٍ مبتكرة وإرهاق المواطنين بتوسلاته المخجلة، فالمواطنون صاروا لا يميزون بين المحتاج حقاً وبين المتخذ من التسول مهنة لجمع المال بطريقة سهلة ومبسطة، وتلك الطرق التي نهت عنها الشرائع السماويَّة، وناشدوا في الوقت نفسه الشرطة المجتمعيَّة للحد من تفاقم التسول الذي يعكسُ صورة سلبيَّة عن مجتمعنا أمام الآخرين ويترك رسالة مفادها «لماذ أصبح العراق ملجأ للكثير من الجنسيات المختلفة يتسولون في طرقاته وصاروا أرقاماً مضافة الى الشريحة
الاستجدائيَّة».