مصور يوثق بيئة الأهوار ويؤلف كتاباً عنها

ولد وبنت 2024/07/15
...

 بغداد: سرور العلي 

بدأ معتز سامي بمجال التصوير الفوتوغرافي كمصور هاوٍ، ومن ثم التحق بالورشات التدريبية المكثفة في إقليم كردستان، والتي أسهمت بشكل كبير في تطوير مهاراته، من خلال مجموعة من المدربين العرب والأجانب، كما عمل مصوراً صحفياً في العديد من الصحف والوكالات العالمية، ووثقت عدسته الكثير من الموضوعات المهمة من الحياة اليومية، والعمارة الإسلامية في دولة الإمارات العربية. مؤكداً: «بداياتي كانت رصينة كوني دخلت عالم التصوير بجدية، ولعدة أهداف نجحت بتحقيقها في فترة قصيرة واستثنائية».

وكون معتز شغوفاً بالتنوع البيئي والاحيائي عمل على نقل بيئة الأهوار بعدسته ووثق معاناة سكان هذه المنطقة، بسبب موجات الجفاف التي تتعرض له منذ سنوات طويلة، وأوضح: «أصبحت هذه البيئة ملاذي الآمن، فمن خلالها أطلق العنان لعدستي، وتوثيق أجمل لحظات الطبيعة والحياة اليومية للسكان، وتصوير الحرف الشعبية القديمة التي يحترفها سكانها، والكثير من المشاهد التي ما زالت عالقة في ذاكرتي، فأصبحت أهوار جنوب العراق محطتي الدائمة، وتكونت لدي علاقات مع السكان هناك، بعد أن أصبح وجهي مألوفاً لديهم».

نجح معتز بإصدار كتاب مشترك مع البروفيسور ستيف لونبركان، والخبير البيئي جاسم الأسدي، وتم طبع الكتاب ونشره من قبل مطبعة الجامعة الأميركية في القاهرة، وسيكون متاحاً في كندا وأميركا وبريطانيا قريباً، ويتضمن مجموعة كبيرة من أعماله الفنية في الأهوار، ومن الجدير بالذكر أنه قام عام 2018، بتأليف كتاب خاص عن تلك البيئة أيضاً، يحتوي على أكثر من 100 صورة فوتوغرافية، وتم طبعه ونشره من قبل وكالة ميتروغرافي للصورة الفوتوغرافية، ويعد الكتاب وثيقة تاريخية يتم تداولها من جيل إلى جيل، لا سيما أن طباعته باللغة الإنكليزية، ونشر عنه في الكتب الأوروبية، ما أسهم بتعريف العالم بهذه البيئة الساحرة، وزاد من رغبتهم في المجيء إليها والسياحة فيها. 

وأشار معتز إلى أنه من أهم الالتقاطات التي أثرت به، وبقيت عالقة بذاكرته هي صورة فوتوغرافية لطفلة تقف في أعماق الأهوار الوسطى، وخلفها مجموعة من الجاموس، فهذا العمل أثر كثيراً بالمتلقي، كما شاركت الصورة في أهم مهرجانات التصوير، وكذلك تم طبعها ونشرها في الكتاب السنوي لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم، والكتاب السنوي لمهرجان اكسبوجر الدولي، ولفت إلى أنه ينتمي لأسرة فنية تمتزج بين الفن التشكيلي، وتصميم الأزياء، والفن الفوتوغرافي، كما أنه يعمل موظفاً حكومياً في مؤسسة تربوية، ومتخصص بمجال التطوير المدرسي.

أقام معتز خمسة معارض فوتوغرافية شخصية في بغداد واقليم كردستان، كما شارك في أهم المهرجانات الدولية للتصوير، مثل مهرجان اكسبوجر للتصوير، الذي يقام سنوياً في دولة الامارات العربية المتحدة، وفي مهرجان جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي، والذي يقام سنوياً في إمارة دبي، ويعد من أهم المسابقات الفوتوغرافية في العالم وفي الشرق الأوسط، كما شارك بالعديد من المعارض الفوتوغرافية ببغداد والنجف وكربلاء وأربيل والسليمانية ودهوك

والبصرة.

حصل معتز على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من داخل وخارج العراق، ففي عام 2014 حصل على أول جائزة فوتوغرافية بالمركز الأول في مهرجان السفير الدولي، الذي يقام في مسجد الكوفة بمحافظة النجف الأشرف، وفي عام 2019 نال الميدالية الذهبية ولقب (مصور بغداد)، في مسابقة فؤاد شاكر للتصوير الفوتوغرافي، وتعد تلك الميدالية من أهم الجوائز القريبة التي دخلت خزينته، كونها تحمل لقب وصورة الفنان المرحوم فؤاد شاكر، كما تم اختيار أعماله للطبع والنشر في أكثر من ثمانية كتب فوتوغرافية، صدرت خارج العراق، ومن دول عربية وأجنبية كان آخرها في هذا العام بكتاب (الطريق إلى اكسبوجر)، في دولة الامارات العربية المتحدة بإمارة الشارقة، وحصل على أكثر من 45 شهادة تقديرية دولية من العراق، ودولة الامارات والسعودية والمغرب، ويطمح معتز لترك بصمة في العراق، كالبصمة التي تركها المصورون العراقيون الرواد في فن 

الفوتوغراف. 

وفي ختام حديثه وجه معتز رسالة لكل شاب بالقول: «ضع لنفسك هدفاً، واتقن مهارة، وارتق بالعلم، ورافق المبدعين، واستثمر وقتك، وتحلى بالمسؤولية، وانجز مهامك، واعمل على بناء مستقبلك المهني، ومن الضروري أن تركز على أهدافك، ولا تقارن نفسك بأحد، وانهض في كل مرة تسقط فيها».