ا. د. صباح حسن عبد الزبيدي
من المعلوم أن الاستاذ الجامعي وهو عضو هيئة تدريسية يحمل درجة الدكتوراه ( Ph.D. ) أو ما يعادلها. أو يعين في الجامعة برتبة جامعية كأستاذ مساعد ( professor Assistant ) أو استاذ مشارك ( Associate professor ) أو استاذ (professor ) .
وعليه فإن الاستاذ الجامعي يعد العمود الفقري للنظام الجامعي فهو المعبر عن سلامته وقواعد وصواب هذا النظام وكفاءة ادائه وقدرته على تحقيق اهدافه، وقد أكد الكثير من التربويين بأنه لا يمكن أن يكون التعليم الجامعي إلا بالأستاذ الجامعي، لأنه الشخص القادر على تدريس تخصصه في الجامعة اذا كانت جامعة حكومية أو اهلية امر مراكز بحوث علمية أو تربوية أو نفسية، علاوة على ذلك لانه تم اعداده وفق هذه التخصصات أو تدريب وتأهل عليها
ومن هنا يرى الباحث أنه يلعب دورا بارزا في العملية التعليمية الجامعية، فهو قائد وأب لطلبته يسهم مساهمة فعالة في اكتساب الخبرات المربية، التي ترتبط بالمنهج الدراسي والأهداف التربوية، كما يسهم في سد النقص الحاصل في المقرر الدراسي، ولديه الامكانات المادية والمعنوية في بناء العلاقات الانسانية فهو يتحسس المشكلات الطلابية، ويساهم بقدر معقول في حلها، ويبذل جهودا فائقة بتطوير الإبداع والابتكار والتجديد لدى الطلبة، وبذلك تكتسب الجامعة أو الكلية التي يدرس فيها السمعة العلمية والمكانة العلمية بين الجامعات.
وبذلك تأسست وزاره التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، وحددت بموجب نظامها المرقم ( 132 ) لسنه 1970 وبذلك عقدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمية عدة مؤتمرات وندوات، تدور حول اصلاح التعليم العالي والبحث العلمي، وقد حددت سياسية التعليم الجامعي حسب قانون رقم ( 132) لسنة 1976 المعدل: وبذلك حددت مهام الاستاذ الجامعي في العراق وهي ثلاث:
أولا: التدريس الجامعي
إن التدريس الجامعي يعنى أداء مجموعة الاجراءات والعمليات التي يقوم بها الاستاذ الجامعي مع الطلاب لإنجاز مهام معينة في سبيل تحقيق اهداف محددة، أو هو نشاط إنساني هادف مخطط منظم، والغرض منه إحاطة المتعلم بالمعارف لأجل تمكينه من اكتشافها وتنميه قدراته على التخيل والتفكير المنظم لأنماء شخصية المتعلم المتكاملة في جوانب شخصية المتعلم ( العقلية + الجسمية + الوجدانية + الاجتماعية. فالتدريس يفرض عليه أن يجعله مربيا، وباحثا يزداد من علمه ومعرفته، وتفكيره و يرشحه بان يكون مفكرا وفيلسوفا في مجال اختصاصه .
ثانيا: البحث العلمي
وهو الجهد فكري أو هو مخاض فكري أو عملية ذهنية وتجريبية متواصلة للباحث في ترتيب الافكار ومناقشتها بأسلوب علمي يتطلب من الباحث استقصاءً منظما، يهدف إلى إضافة معارف يمكن التوصل اليها والتحقق من صحتها عن طريق الاختبار العملي، وفق خطوات منظمه ودقيقه بهدف بها الباحث إلى الوصول إلى المعارف الجديدة، علاوة على ذلك أن مهمة البحث العلمي، سواء اجري داخل الجامعة أو خارج الجامعي يعد من مهمات الاستاذ الجامعي تعد المحرك الاساسي للمؤسسة، التي ينتمي اليها في بحث القضايا والمشكلات المختلفة وبالتالي يسهم في تعليم طلابه خطوات البحث العلمي وكيفية الاستفادة منه في حياتنا اليومية.
ثالثا : خدمة المجتمع
من المعلوم أن خدمة المجتمع اصبحت من المهمات الرئيسة، التي تقع على عاتق الأستاذ الجامعي ومن أهداف الجامعةإ إذ ان هناك علاقة ارتباطية بين الجامعة والمجتمع فالمجتمع، والجامعة أولا: إن ا لجامعة ترفد المجتمع بالكوادر القيادية، التي تقود المجتمع الذي يسهم في تنمية المجتمع وحل مشكلاته أو المجتمع، وهو البيئة التي يعيش فيها الاستاذ الجامعة وعليه أن يخدم هذا المجتمع من الجانب الانساني والاخلاقي والوطني لأنه تربى وترعرع في هذا المجتمع، وما عليه إلا المساهمة في حل مشكلاته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعلمية والتكنولوجية لمسايرة البلدان الأخرى في مجال التطور العلمي والتكنولوجي.
وبذلك يرى الباحث أن خدمة المجتمع والنهوض بالمجتمع نحو التقدم والازدهار، أصبحت من من مهام الاستاذ الجامعي، إذ يحاول التحسس بمشكلات المجتمع وقضاياه. فيقوم بمسؤولياته الواقعية والمسحية بدراسة احتياجاته المجتمع الثقافية والاجتماعية. فيقوم بإقامة الندوات والمؤتمرات المجتمعية. وبذلك يسهم في تنشيط حركة المجتمع والارتقاء به إلى مستوى المجتمع الواعي والمدرك لمسؤولياته، من خلال ما يلي:
1 - عقد الورش لأجل انعاش حركة البحث العلمي في ظل التربية المستمرة، وتشجيع المؤسسات بدراسة مشكلات المجتمع والاستفادة من البرامج ووسائل التكنولوجيا الحديثة، لذلك تقوم الجامعات ومن خلال دور الاستاذ الجامعي بتنشيط الحركة العلمية.
2 - التعليم المستمر: تؤدي الجامعة التعليم المستمر، وذلك من خلال دور الاستاذ الجامعي فهي تقوم بتحليل احتياجات المجتمع وقضاياه وبذلك تتاح فرصة للمتعلمين على التعليم المستمر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولغرض الحصول على مهارات وقدرات جديدة، فالتعليم المستمر يسهم في إعداد وتأهيل الراغبين في التعليم، وبذلك يرى الباحث بأان التعليم المستمر يقوم على: يزود المتعلمين بالمهارات والاتجاهات الايجابية.
3 - التدريب خارج الجامعي: اي تنظيم دورات تدريبيه للعاملين خارج نطاق الجامعة في مجالات الصحة والتربية والبيئة الزراعة وفي مختلف الاختصاصات، لأجل وتأهيل العاملين في هذا المجال وزيادة معلوماتهم وقدراتهم العلمية والمهارية ولأجل مواكبة التطورات الجديدة.
4 - حضور المؤتمرات والندوات: أي أن حضور أستاذ الجامعة في المؤتمرات والندوات سواء داخل البلد أو خارج البلد: فهي تساعد على زيادة كفاءة الجامعة من جهة وزيادة خبرة الاستاذ الجامعي من جهة ثانية في مجال تخصصه.
5 - تأليف الكتب والمراجع: أي نشر المعرفة ينم عن طريق إعداد الكتب وتأليفها وترجمتها وتقديمها إلى الطلبة، أو إلى عامة الشعب واحتوائها على مفاهيم ومعلومات كلها تساعد على إثراء المعرفة.
6 - وبذلك يرى الكاتب أن الاستاذ الجامعي عليه واجب، وهو خدمة مجتمعه، لأنه هو الأساس في الاحساس بمشكلات مجتمع ويستطيع أن يسهم في حل تلك المشكلات من خلال خبرته التدريسية بجانبها النظري والعملي في إسداء النصيحة مما يوفر المعلومات والمعرفة التقنية للأفراد والمؤسسات الحكومات في المجتمع في تقديم الحلول لتلك المشكلات مستقبلا.