صباح الخزعلي
تصوير: خضير العتابي
مثقفون بأعمار الشباب عجزوا عن طرق أبواب المسؤولين لإيجاد فرص عمل لهم، وامتهنوا رغماً عنهم حرفاً لا تتناسب مع تحصيلهم الدراسي من أجل لقمة العيش والاستمرار بطلب الرزق بعزة وكرامة، (الصباح) أجرت تحقيقاً حول هذا الموضوع والتقت مجموعة من هؤلاء الشباب، وهم خريجو كليات مختلفة، إذ قال علاء عماد توفيق تولد 2001 :أكملت دراستي الجامعية في كلية الإعلام وكان طموحي أن أعمل في مجال تخصصي، لكن لا توجد فرص عمل في دوائر الدولة لأسباب عديدة، واتجهت للأعمال الحرة وبالتحديد في الحلاقة، ولي العديد من الزملاء الذين تخرجوا من كليات رصينة وتخصصات مختلفة، منهم من يعمل في النجارة ومنهم من يعمل في أعمال الديكورات وآخرون يعملون سائقي أجرة وبائعي ملابس وعطور وحتى في الحدادة والعمالة.
وبيّن أنس صلاح فرج مواليد 1999 وهو خريج كلية تربية لغة عربية: قبل أن نتخرج من الكلية وسنوات الدراسة الشاقة بكل تفاصيلها، كان لدينا علم مسبق بأننا يجب أن نبحث عن عمل، بعيداً عن الوظيفة لزيادة أعداد العاطلين وعدم وجود فرص للتعيين، إلا للذين لديهم معارف وفي أماكن بعيدة عن تخصص دراستنا، وأنا حالياً سائق دراجة تك تك، وأحياناً أعمل في توصيل الطلبات ومع خلفات البناء والديكورات وفي أعمال أخرى متعددة.
في ما أوضح حمزة أحمد إبراهيم تولد 2000 بعد إكمال الدراسة الجامعية، آداب لغة إنكليزية لم أفكر في اشغال وظيفة حكومية، لأنها غير موجودة أصلاً، فاعتمدت على نفسي وبمساعدة الأهل اشتريت دراجة (تك تك) وعملت بها في داخل منطقتي، قرب الأسواق والمحال التجارية وفي حدود الشارع العام لنقل المتبضعين وبأجور معقولة، وعملت كذلك مندوباً للمبيعات المختلفة ولله الحمد الأمور ماشية، مشيراً إلى أمنيته بقوله: نأمل أن تلتفت لنا الحكومة ونحصل على تعيين لأنه استحقاق شرعي لجميع المواطنين بشكل عام وللخريجين على وجه الخصوص.
بينما لفت علي طارق نجم تولد 2001 خريج كلية تقنية في محافظة البصرة إلى أنه يعمل حاليا في مجال طباعة الاعلانات وتزيين سيارات الأعراس، وأضاف نجم: أن متطلبات الحياة كثيرة وكنا طيلة فترة الدراسة نعتمد على أهلنا في أجور النقل والملازم الدراسية وبقية الالتزامات الأخرى، وحالنا حال بقية الخريجين في البحث عن فرصة عمل سواء كان بمعمل أو شركة أو عمل حر لمساعدة الأسرة في العيش بكرامة دون الحاجة لأحد.
أما أحمد علاء فقد قال: لم أتوقع في يوم من الأيام أن أكون عاملاً في مسطر عمال البناء أو بائعاً للسجائر، مع احترامي لجميع المهن والأعمال الشريفة، لأنني كنت متأملاً بعد اكمال دراستي في تكنولوجيا المعلومات أن أجد ضالتي في التعيين باحدى الوزارات، حتى وإن كان بصفة عقد لكن خابت الآمال وامتهنت (العمالة)، لأعيل أسرتي المكونة من ستة أشخاص، والراتب التقاعدي والرعاية لا يلبيان الاحتياجات المنزلية والواجبات بشكل عام، وعبر جريدة (الصباح) الغراء نناشد أصحاب القرار بانصاف حملة الشهادات الذين ضاق بهم العيش، وعجزوا عن الوقوف أمام الدوائر والوزارات للمطالبة بتعيينهم.
عادل طارق عزة اختتم تحقيقنا بالقول»امتهنت الحدادة وصرت مندوباً لتوصيل الطلبات وأعمال أخرى متعددة، وحمدت الله لأنني تعلمت صنعة الحدادة من أخوالي مع أنني خريج آداب ترجمة، لكن الشهادة علقتها في البيت لأنها لا تنفع في وقتنا هذا مع وجود ذلك التضخم إلى جانب سوء الادارة وعدم التخطيط.