بغداد: حيدر الجابر
يترقب العالم ما ستسفر عنه من نتائج الانتخابات الأميركية، المقررة في تشرين الثاني المقبل، والتي تبدو هي الأكثر إثارة في العقود الأخيرة، بعد أن طغت عليها المسحة الشخصية، والصراع بين الرئيس الحالي (بايدن) والسابق (ترامب). ولا يستبعد العراق من دائرة الضوء الأميركية، إذ يعد حلقة وصل بين عدد من الفرقاء الدوليين والإقليميين.
ونبه الأكاديمي والباحث في الشأن السياسي، د. عبد العزيز العيساوي، إلى أن وضع العراق السياسي يختلف عن وضعه السابق، مبيناً أن الحكومة العراقية ماضية بتصفير العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وقال العيساوي لـ"الصباح": "لسنا في 2006 أو في 2010 أو 2014 حين كان العراق محتاجاً إلى التحالف الدولي، لذلك فإن تأثير الانتخابات الأميركية أقل من السابق". وأضاف أن "العراق لن يتأثر بأميركا والعكس بالعكس، فالعراق لم يعد ملفاً رئيساً للتأثير في الانتخابات الأميركية، فقد انشغلت بالحرب في غزة وأوكرانيا".
وتابع أنه "يوجد حديث عن أن السياسة الأميركية تختلف بمجيء ترامب وهذا غير صحيح، لأنها دولة مؤسسات". وذكر أنه "حين خسر ترامب الانتخابات السابقة ورفض تسليم السلطة تم انتزاعها منه قانونياً"، مشدداً على أن "بعضهم يربط بين الانتخابات في العراق والانتخابات في أميركا، بينما لا يوجد تأثر، لأن الحكومة الحالية رسمت مسار العلاقات الخارجية وماضية بتصفير العلاقات مع الجميع، لتكون العلاقة مع واشنطن دبلوماسية أكثر" .
ولفت العيساوي، إلى أن "زمن تمدد النفوذ الأميركي انتهى، وبالتالي ستكون الانتخابات الأميركية أقل تأثيراً في السياسة العراقية" .
من جانبه، أكد المحلل السياسي، د. مجاشع التميمي، أهمية الانتخابات الرئايسة الأميركية المقبلة.
وقال التميمي لـ"الصباح": إن "الولايات المتحدة والعراق حليفان بحسب اتفاقية أمنية وأخرى ستراتيجية تشمل الأمور غير العسكرية والأمنية"، وأضاف أن "الولايات المتحدة تعتبر العراق جزءاً من أمنها القومي، بينما يعتبر العراق الولايات المتحدة حليفاً مهماً بما تمتلك من قوة في الاقتصاد والأمن والأمور الأخرى فتجارته الخارجية بالدولار الأميركي وأمواله مودعة في الفيدرالي الأميركي"، مؤكداً أن "العراق يتأثر بما يحصل في أميركا" .
وتابع التميمي: "وبناء على ذلك؛ فلا أعتقد أن فوز الجمهوريين في الانتخابات سيؤثر كثيراً في سياسة واشنطن تجاه العراق، لأن العراق يرغب بديمومة هذه العلاقة"، وشدد على أن "الوجود الأميركي يعد مهماً للأمن القومي العراقي، كون القوات الأميركية تقوم بتأمين الحماية على أكبر مخيم لـ(داعش) في الأراضي السورية، وبغياب الدعم الأميركي ستكون هناك تأثيرات سلبية في الأمن الداخلي العراقي".
تحرير: محمد الأنصاري