عن القضيَّة الحسينيَّة

ريبورتاج 2024/07/23
...

 فاطمة علي


تعدُّ القضيَّة الحسينيَّة من أكثر القضايا التاريخيَّة تأثيراً وأهميَّة في الإسلام لما لها من بعدٍ عقائدي وأخلاقي تتجسد في مدى الولاء للإمام المفترض الطاعة وولاة الأمر، وقد اكتسبت قضيَّة الإمام الحسين “ع” بعداً عالمياً لمدى التضحية التي قدمها في سبيل الإصلاح في الأمة الإسلاميَّة بعد ما قام معاوية بتنصيب ولده يزيد خليفة على المسلمين، فأصبحت الأمة مسلوبة الإرادة تحت ظلم بني أميَّة، فأعلن الإمام منذ البدء أهداف خروجه إلى العراق فقال قولته المشهورة “ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».

وهذا ما لا ترتضيه سلطة يزيد فقدم الإمام الحسين “ع” أروع معاني الإباء حتى ضحى بنفسه وعياله وخيرة أصحابه وسبيت نساؤه لأجل الدين ولهذا اكتسبت قضيَّة الإمام الحسين أهميَّة كبيرة في نفوس المؤمنين خاصة والمسلمين عامة، بل وحتى من غير المسلمين ممن له إنصافٌ، لهذا يحب على كل المؤمنين الموالين إعطاء ثورة الإمام الحسين أهميَّة خاصة تتناسب مع ما قدمه من التضحيَّة لأجل الإصلاح في ما افسدته السلطة الأمويَّة ولهذا اكتسبت الشعائر الحسينيَّة بعداً أوسع من أي شعيرة أخرى من إقامة مجالس العزاء وتنظيم القصائد الرساليَّة التي تبين أحداث المعركة الخالدة وكذلك تمثيل المعركة في كل سنة من قبل بعض المواكب ولكنْ ظهرت في السنين الأخيرة بعض الظواهر السلبيَّة الدخيلة على الشعائر الحسينيَّة لا تنسجم وروح الثورة، مثل قيام البعض بالمشي على الجمر حافياً أو الزحف على الجمر أو إلقاء بعض القصائد بأسلوب غنائي أو إدخال بعض النغمات عبر الأجهزة الصوتيَّة في أثناء إلقاء القصيدة،  وهذا مخالفٌ للشرع أولاً وللذوق الأخلاقي ثانياً ويسبب توهين الدين والنفور من الإسلام ثالثاً، لذا من الواجب على رجال الدين ومن له وجاهة اجتماعيَّة توجيه المؤمنين إلى الابتعاد عن كل ما يسيء لثورة الإمام الحسين عليه السلام.

وكذلك هناك بعض الشعراء غير ملمين بتفاصيل أحداث ثورة الإمام فعند كتابتهم للقصيدة يقعون في محذور شرعي أو أخلاقي لذا يجب على الشعراء الذين ينظمون القصائد بخصوص ثورة عاشوراء أنْ يدرسوا الثورة من جميع جوانبها لإعطاء الثورة تجسيداً واقعياً من خلال قصائدهم فتخرج القصيدة مؤثرة في النفوس، ويشعر المستمع بأنه يعيش الحالة بكل جوانجه، والأمر الآخر أنْ تكون هناك ندوات بحضور بعض رجال الدين ذوي الاختصاص بالتاريخ والفقه ويستدعى الشعراء والرواديد لمناقشة هذه الظواهر الدخيلة للتقليل منها أو القضاء عليها مستقبلاً.