سعد صاحب
كانت معاناة الإمام علي (ع) كثيرة، ورغم تداعياتها المؤلمة، كان يريد أنْ يصالح القلوب المتخاصمة، ويوحد كلمة المسلمين تحت راية الحق والعدالة والمساواة والإنصاف والتلاحم، فهو الزاهد الكبير، والدنيا وكنوزها لديه لا تساوي شيئاً، والجميع سواسيَّة عند توزيع المال، لا يفضل القريب على البعيد، ولا يعطي الى الأقارب والمعارف أكثر من الغرباء، ولا يفرق بين دينٍ ودين، والكل ينظر إليهم نظرة إنسانيَّة واحدة:
(روحك الطيبه شكثر جانت شكوره/ وانته قائد للغيارى/ وانته منصف للحيارى/ وانته تكيه من الدراويش بغرامك هايمين/ لا خبز لا ماي عد ذوله التقاة الصايمين/ من نهر الله العذب جانوا سكارى/ وبعبادتهم يدوي الصوت عالي/ چن خليه من النحل ما ادري كوره/ وانته حارس من صگر جارح ملايين الحبارى/ وانته ذاك الما يخيب بيوم شوره)
صراحة
كان يؤمن بالاستقلال والصراحة والإبداع وحريَّة التعبير، ويسعى بكل قوة لتوفير الأرض الخصبة لتبادل الآراء بين الناس، وكل الذي يريده من الخلافة، إيجاد المناخ المناسب لجعلها في خدمة الشعب المظلوم، وليس مطمحاً دنيوياً للمباهاة والابتزاز وكنز الأموال وشراء العقارات، وتقريب أصحاب الحظوة، وتوزيع الأطيان بين الأغنياء من أصحاب المواقع العليا في المجتمع:
(گال احجولي خواطرهه النفوس/ گال صبيان شكثر تتمرجح بخيط الشموس/ گال يا محله الحمامات التطير من الدفاتر/ گال يا محله الفراشات التحط فوگ الازاهر/ گال لا بد ياخذ المالوم دوره/ گال مطلوب التواضع/ بس غرورك خل يزيد وفوگ يصعد للعوالي/ لو شفت ذاك النذل زايد غروره/ ما اريد تعيش هاي الناس داي/ ما اريد يمر على العالم خراب/ ما اريد بنادم الحر يصبح بشكل الدواب/ دون تفكير واراده ودون راي/ دون شط من الامل مليان ماي/ دون قوس من القزح رايح علينه ومره جاي/ دون ضحكات ومرح واحباب حلوين بهواهم/ هاكثر شفنه عذاب وهاكثر شفنه مروره).
مجادلة
يمنح الناس حقوقهم بحسب المؤهلات، من دون السماح بصعود طبقة ثريَّة على حساب الطبقات الأخرى، وكانت أبوابه مشرعة للمناظرة والمشاورة والبحث ومجادلة الخليفة، ولا يبخس حق الفقراء بالحصول على فرصٍ متكافئة في العمل، وفي بناء الدولة واستتباب الأمن وحمايتها، واختيار الولاة والمستشارين الأكفاء لإدارة شؤون البلاد: (البشر بيهه صفيح وبيهه ماس/ البشر قبيح وبيهه ياس/ البشر بيهه صحيح وبيهه كذبه/ البشر بيهه مريح تگول نسمة شوگ عذبه/ بيهه فوگ الروح يفتر جنه سوره/ الله خالقنه بمشاعر/ الله خالقنه بحواس/ العقل اغله الجواهر/ والجسد مشلول يصبح دون راس/ والبشر يصبح بشر لو كف شروره/ شنهي معنى انسان خالي من المحبه/ شنهي معنى انسان لو ميت شعوره/ شنهي معناهه الحياه بلا احبه/ شنهي معناه التجاور دون جدحات وتماس/ شنهي معنى المستشار بلا مشوره).
اقتناع
لم يجبر المؤمنين يوماً بالاقتناع بمقولاته الرصينة، دون فهم أو نقاش أو استنتاج أو استقراء للأحداث، ومن طبيعته الاستماع الى الرأي المخالف، مهما يكون بعيداً عن مبادئ الإسلام الحنيف، ولا يعمل بالاستبداد ولا يحارب إلا مُجبراً، ولا يرتضي أنْ يكون قائداً للأمة الكبيرة من دون انتخابات وترشيح ومبايعة وشورى:
(گال احجولي الخواطر/ ما اريد الطير يوميه بجنح خاوي يخاطر/ ما أريد يصير تابع للنسور/ ما اريد يصير تابع للذياب/ ما اريد يعيش ضايع/ بين مجرم بين حاقد بين كافر/ بين عالم من هواجس من حدوس/ بين حاله من السكون وبين صفنه وبين دوره/ ما تصير الرايه رايه/ ما يصير الثاير الحامل قضيته بيوم ثاير/ دون ما يسمع كلام الحايرين/ دون ما يسمع هتاف الصابرين/ دون ما ينطي ولو مره البشر صايم فطوره)..