ملحق «الصباح» بين أيدي الزوار

ريبورتاج 2024/07/24
...

 هدى عبد الحر

في خطوة مهمة ورائعة وملفتة للنظر في عاشوراء هذه السنة، لم تقتصر الطقوس الحسينيَّة العظيمة في كربلاء على توزيع الطعام والشراب فقط - وهو ضرورة لا غنى عنها لكلّ سائر لأنّه إعلانٌ عن موعد عزاء مقيم، فلا عزاء من دون ماء وطعام ومعزين وضيوف – كان هناك هذه السنة زادٌ من نوع آخر، زاد الفكر، إذ وزّعت جريدة الصباح العراقيَّة ملحق جريدتها مجاناً بين الزوار.
وهذه الخطوة على بساطتها إلاّ أنّها ذات دلالة عميقة جداً، تدعونا إلى التأمّل في جدوى الكثير من الأعمال التي يمكن أنْ تستغل هذا الحدث السنوي الهائل لترسيخ فكرة القراءة وحبّ المعرفة ونشر السلم المجتمعي والمحبة والألفة.
ومن ثمّ يمكن أنْ تكون الزيارة مناسبة ثقافيَّة سانحة يمكن أنْ تُستغل في إقامة المعارض الفنيَّة والفوتوغرافيَّة ومهرجانات الكتب والقراءة التي يمكن أنْ توزع بأسعارٍ مدعومة.
فضلاً عن إمكانيَّة عقد المجالس الثقافيَّة ذات الطبيعة التنويريَّة التي تهتم بقضيَّة الإمام الحسين وتفاصيل الملحمة الكربلائيَّة لنشرها على نطاقٍ عالميٍ أوسع.
ولو عرفنا أنَّ أيام عاشوراء تجتذب العديد من الزوار ومن مختلف الجنسيات العربيَّة والإسلاميَّة بل من دول العالم أجمع ، لوجدناها فرصة كبيرة لإظهار وجه الثقافة العراقي الملتزم والتعريف به وبالكثير من
 منجزاتها. إنّ الطقوس الحسينيَّة تأتي عظمتها وأزليتها من شعبيتها وفطرتها الصافية التي تعبر عن وجدانٍ ومحبّة صافيين تنبع من قلوب الناس لذلك أظن أنه من الضروري عدم التدخل بها وتركها على سجيتها السليمة ولكنْ هذه المبادرات تبقى رهاناً معرفياً يزيد من هيبة هذه الطقوس ويعطيها زخماً شعبياً  جميلاً.