عبد العزيز مخيون لـ (الصباح): أتمنى تقديم حادثة الطّف في كربلاء بمشاركة نجوم عراقيين ومصريين

منصة 2024/07/28
...

 بيروت: غفران حداد

عبد العزيز مخيون، المصري الذي قدم مسيّرة فنيّة استثنائيّة على مدى أعوام طويلة، وما زال مستمراً في إبداعه حتى اليوم، تحدث معنا عبر تطبيق "الواتس آب" عن مشواره وتاريخه الفني:
*كيف وجدت أصداء مسلسلي "المعلم" و"جودر" اللذين قمت بتصويرهما في موسم دراما رمضان 2024؟
- بالنسبة لمسلسل "المعلم" و"جودر"، حققا اعجاب الجمهور وكان لهما تأثير قوي خلال شهر رمضان، رغم وجود العديد من الأعمال الدرامية التي تعرض في ذلك الوقت. لفت هذان المسلسلان انتباه الجمهور العربي وكانا على مستوى جيد جدًا. وبالنسبة لمسلسل "المعلم"، للأسف لم يكتمل بسبب مشكلات في الكتابة وحريق أتى على جميع ديكورات العمل.

*أثناء مسيرتك الفنية الطويلة، قدمت العديد من الأعمال الناجحة، ولكن دورك في مسلسل "ليالي الحلمية" بشخصية طه السماحي، وفي فيلم "الهروب" بشخصية سالم زيدان مع الراحل أحمد زكي، يعتبران الأبرز في ذاكرة الجمهور العربي. برأيك، ما هو سر استمرار شعبيّة هذه الشخصيات؟
- تظل شخصيتا طه السماحي والضابط سالم زيدان حية في قلوب الجمهور العربي لماذا؟ لأن الشخص العربي يبحث عن البطولة ويحترم القدوة ويسعى للتشبّه بها، وهاتان الشخصيتان تتمتعان بتلك الصفات. إنهما البطلان اللذان يدافعان عن مبادئهما ويضحيان بحياتهما من أجل الدفاع عن تلك المبادئ. وبالطبع، كانت هناك عوامل فنية أخرى تسهم في نجاح هذه الشخصيات، مثل السيناريو الممتاز والبناء الدرامي المتقن
للشخصيات.

*في هذه الأيام ونحن نعيش أيام شهر محرم ونحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، يتم تقديم مسرحيات محلية تجسد واقعة الطف، ولكننا لم نشهد عملا مسرحيا دراميا عربيا من بطولتك أو بطولة ممثلين عرب لتوثيق ملحمة كربلاء، هل السبب في ذلك هو تكلفة إنتاج
العمل؟
- بالتأكيد، اتمنى المشاركة في مسرحية عن قضية سيدنا الحسين عليه السلام، حسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، ولكن للأسف، الأزهر يمنع ظهور الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، ومنهم الحسين عليه السلام، في أي عمل فني. لدينا مسرحية رائعة كتبها الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي بعنوان "الحسين ثائر والحسين شهيدا"، وكانت على وشك أن تعرض في السبعينيات، ولكن الأزهر منعها.
ولكن مع مرور الوقت والأيام، ربما يتغير ويتطور التفكير، ونجد من يكتب أو من يسمح بعرض مسرحية الشرقاوي في عرض يكون في مدينة كربلاء بساحة واسعة وفي خلفية مكان العرض، قبة الحسين "عليه السلام" فهذا سيكون عملاً رائعاً لا مثيل له. أتمنى أن نفكر مع زملائي من الفنانين العراقيين والمصريين، وأنا منهم، في إقامة هذا العرض الكبير في ساحة كربلاء، ثم يعرض العمل في أماكن أخرى. يا ليتنا ننجح في تحقيق هذه الرغبة. نحن في أحوج ما نكون إلى أن نأخذ الدعم والدافع من سيدنا الحسين، وغزة هذه الأيام تستغيث بالحسين، والحسين سيد شباب أهل الجنة هو الدافع وهو القدوة الحسنة لكل مجاهد ولكل مقاوم.

*تعاملت مع العديد مِن الكتّاب، مَن السيناريست الذي كان يتقاسم عبد العزيز مخيون معه في فكرته؟
- تعاملت مع العديد من كتّاب الدراما والسينما، وهناك أسماء مشهورة بمستوى عالٍ من الحرفية والإتقان مثل محسن زايد ومحمد جلال عبد القوي وعاصم توفيق، بالإضافة إلى المستشار والكاتب الراحل محمد صفاء عامر، ولكن يبقى أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد هما الكاتبان اللذان كنت أشعر أنهما يعبران عني وأنهما قريبان من أفكاري، ولكل منهما طريقته الخاصة في التعبير والحرفية. كما أن الكاتب محفوظ عبد الرحمن والدكتور وليد سيف من المؤلفين الكبار الذين كان لي فرصة للعمل معهما.

*ما هو السبب وراء ندرة الأعمال الفنية التي تخلد انتصارات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي في الدراما العربية؟
- المعارك الباسلة للمقاومة هي أقوى وأعنف وأشرف معارك الشرف والبطولة في مرحلة تاريخية حاسمة سيسجلها التاريخ. القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية، إنها قضية وجود وليست قضية حدود فقط. تخوض المقاومة الآن معركة شرسة في غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق، ولكن لا يوجد أي عمل فني يمكن أن يعبر عن هذه البطولة ودماء الشهداء والمدنيين الأبرياء الذين قُتلوا بدم بارد. لا يوجد أي عمل يعبر عن صمود ساحة الشرف والبطولة وصمود الشعب الفلسطيني، أنا أحيل السائل للتأمل في من يحكم الشعوب العربية الآن وسيجد الإجابة، لأن الذين يحكمون الشعوب العربية هم الذين يتعاونون مع العدو الصهيوني، هم الذين يفتحون الطرق لتسيير الشاحنات المحملة بالمؤن والعتاد للعدو الصهيوني، وهم الذين يشاركون في حصار غزة، وهم الذين يديرون المفاوضات سراً وأحيانًا علانية للاستمرار في مسيرة التطبيع الصهيوني. عندما نرى كل ذلك ونحلل ونسمع ونرى بوضوح، سنحصل على إجابة لماذا لا توجد أعمال فنية عن المقاومة وصمودها.

*هل يمكننا أن نراك في عمل درامي عراقي؟ لقد قمت بزيارة العراق عدة مرات ولديك قاعدة جماهيرية كبيرة بين الجمهور العراقي؟
-أنا أحب اللهجة العراقية وليست غريبة عليّ، وأتمنى أن أجسد عملا دراميا عراقيا أو مصريا مشتركا، ويكون مكتوبًا بشكل جيد ومعبر. فالعراق له علاقة قديمة مع مصر، مليئة بالمشاعر القومية والفيّاضة، وتاريخه مليء بالقصص والمواقف العظيمة. لذا، أتمنى أن تتاح لي مثل هذه الفرصة.

*من يعجبك من أداء الممثلين والأصوات الغنائية العراقية؟
- لدي العديد من الصداقات مع الفنانين العراقيين، وأنا معجب بأداء الممثل عزيز خيّون وكذلك الفنان سامي قفطان. أيضًا من بين الفنانين الكبار المتوفين يوسف العاني وقاسم محمد وإبراهيم جلال وسامي عبد الحميد ومحسن العزاوي، وغيرهم. لدي علاقة قديمة مع الممثلين العراقيين وكنت أجلس مع الرائد حقي الشبلي وأستمع لقصصه ومواقفه مع الفنان يوسف وهبي وعلاقته بالمسرح المصري. ومن بين الأصوات الغنائية، أعشق صوت الفنان ناظم الغزالي وسعدون جابر، أيضا يعجبني كثيرا الفن التشكيلي العراقي ولديّ صداقات مع بعضهم اعتز بها كثيرا رغم أنهم فارقوا الدنيا  مثل الفنان اسماعيل  فتاح الترك، ونوري الراوي وإياد الحسيني، ومن الأحياء يعجبني كثيرا الفنان التشكيلي أحمد البحراني، وتربطني علاقة طيبة بكلية الفنون جامعة ديالى وعميدها الدكتور علاء شاكر، وأفكر بزيارة الكلية مرة أخرى.

*إذا عاد بك الزمان مرة أخرى إلى فترة الشباب والنضج، هل ستختار الفن أم ستتجه إلى مهنة أخرى؟
- إذا عاد بي الزمن مرة أخرى إلى فترة الشباب، لا يوجد شك أنني سأختار الفن مرة أخرى، ولا يوجد لديّ اهتمام بأي حرفة أو عمل آخر سوى الفن. الفن هو ملاذي وحياتي ومصدر إبداعي، لكنني كنت أتمنى أن أصبح مايسترو موسيقى وحاولت دراسة الموسيقى السمفونية، ولكن الظروف لم تسمح لي بذلك.