«المناطق المحررة» معاناة متواصلة ووعود منسّية

العراق 2024/07/30
...

 بغداد: هدى العزاوي

رغم مرور قرابة 7 سنوات على تحرير المحافظات والمناطق من براثن الإرهاب "الداعشي" المقبور، مازالت أغلب تلك المناطق المحررة تعاني الإهمال وضعف تنفيذ الوعود بإعمارها وعودة إهاليها النازحين والمهجّرين.
وقال رئيس "مركز الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات"، علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ"الصباح": إن "هناك ضعفاً بتنفيذ الوعود أو أوراق الاتفاق السياسي بخصوص إعادة إعمار المناطق المحررة، ولا يمكن اختزال التقصير بهذا الملف بالسلطة التنفيذية؛ كونها وليدة عملية سياسية تدار من قبل الفواعل السياسية في البلاد، خاصة في ما يتعلق بالقضايا المصيرية كالعفو العام والمهجّرين وليس فقط الجانب الخدمي".
ولفت، إلى أن "هذه المناطق تشكل (ورقة انتخابية رابحة) يمكن استخدامها لخوض التجربة الانتخابية والمطالبة بالحقوق، ومن بعدها تنتهي تلك المطالبات لترحّل للدورة المقبلة"، مشيراً إلى أنه "لو كان هنالك دافع حقيقي لإنهاء هذا الملف؛ لشهدنا تحركّاً سريعاً لحسم هذا الملف الذي يبدو شائكاً لارتباطات أمنية منها داخلية ضمن حدود المحافظة نفسها، والأخرى مشتركة، وهذا أصعب من الأول ولا يمكن المضي بتنفيذه".
من جانبه، بيّن رئيس "منظمة مدافعون لحقوق الإنسان"، الدكتور علي البياتي، في حديث لـ"الصباح"، أن "السبب الرئيسي لاستمرار المعاناة في المناطق المحررة وخاصة للعوائل العائدة هو غياب الجهد المتكامل، فهذه المناطق تم تدميرها بالكامل من قبل تنظيم (داعش) الإرهابي، وتم استهداف بناها التحتية والتي أثّرت بشكل واضح في مستوى الخدمات وخاصة الصحية والتربوية والتعلمية، بالإضافة إلى تردّي الطرق والجسور وعدم تطهير الكثير منها، وذات الشيء في الكثير من المناطق الزراعية التي كانت ّ مصدر رزق العوائل الساكنة فيها، مع عدم إيجاد آليات جدّية حقيقية للمصالحة المجتمعية، مسبوقة بعدالة انتقالية حقيقية".  
وأشار البياتي، إلى أن "العدد الباقي من النازحين أغلبهم في إقليم كردستان، وعدد أقل يقيمون خارج الإقليم وهم عوائل كان لديهم أفراد ضمن تنظيم (داعش)"، مبيناً أن "سبب استمرار وجود تلك العوائل في الإقليم، هو ضعف التنسيق بين الجانب الاتحادي والإقليم، وتخوّف الأهالي من العودة للأسباب المذكورة أعلاه، وأسباب سياسية أخرى".
فيما أوضح رئيس "المركز الإقليمي للدراسات"، علي الصاحب في حديث لـ"الصباح"، أن "وزارة الهجرة والمهجّرين قامت مؤخراً بغلق أغلب مخيمات النازحين بافتراض عودتهم إلى مناطق سكناهم، وهذا إخفاق واضح لكتل وأحزاب سياسية متنفِّذة في تلك المناطق التي تشهد صراعات سياسية بين زعامات يفترض أن تكون في خدمة جمهورها وناخبيها، لذلك نسمع بين الحين والآخر نداءات استغاثة من الأهالي لمعالجة تلك الإخفاقات".