توازن قلق

الأولى 2024/07/31
...

 كتب: رئيس التحرير


لا يُريد الكيان الصهيوني حرباً واسعة في جنوب لبنان لأنه يعرف مقدار الأذى الذي يمكن أنْ يلحق بقواته التي أرهقتها مقاومة غزّة، وبسمعته الدوليَّة التي تدنّتْ إلى مستوى غير معهود. ومع ذلك لا يمكن لنتنياهو وطاقم حكمه قبول حقيقة أنَّ معظم سكّان شمال فلسطين المحتلة من المستوطنين فرّوا إلى مناطق أخرى هرباً من مناوشات لا تتوسّع فينتصر فيها أحد، ولا تتوقف ليصبح الأمر طبيعياً.

الكيان الذي يرى قادته أنَّ انتصارهم يتمثل في تشريد الفلسطينيين جنوباً، لا بدّ أنْ يرى في تشريد مستوطنيه شمالاً انكساراً له، فما يكسبه هناك يخسره هنا. ولهذا فهو لا يريد انتصاراً صريحاً على جبهة لبنان، لكنه يسعى إلى تلافي الخسارة.

قصف الكيان الغاصب الضاحية الجنوبيَّة لبيروت أمس، تحديداً حارة حريك مستهدفاً قيادياً في حزب الله. واستهداف القادة أمر فعله الكيان مرات عدَّة منذ "طوفان الأقصى" مؤملاً ألّا تكون الضربة مفتتحاً لحرب واسعة تثير حفيظة إيران الهادئة وقوى المقاومة في البلدان المحيطة 

بفلسطين.

شعار الكيان الصهيونيّ في حربه الآن هو "لنفكر بالفوز جنوباً وبتقليل الخسارة شمالاً" من خلال ضربات محدّدة لأهداف ثقيلة ومن دون إعلان حرب واسعة. وهذا لعب بالنار من الصعب السيطرة عليه للأبد.

يعرف قادة الكيان أنَّ ما تريده الوقائع على الأرض قد يكون أكبر مما يريدون ويقدّرون. وغزّة الشهيدة شاهدةٌ على

 ذلك.