د. طه جزاع
في هذا السياق يأتي صدور كتاب " قوة الدين في المجال العام " عن مركز دراسات فلسفة الدين. والكتاب الذي ترجمه فلاح رحيم، هو نتاج حوار شهدته قاعة اتحاد كوبر بمدينة نيويورك
في عالمٍ تتقاذفه موجات صاخبة من الأفكار المتطرفة، والسلوكيات الاجتماعيّة الغريبة، التي ينحرف بعضها عن الفطرة السليمة، تصبح القيم الدينيَّة والأخلاقيَّة ملجأً للإنسان المغترب أمام تعاظم دعوات الإلحاد والسلوكيات الشاذّة وهي تحاول أن تأخذ طابع الأيديولوجيات الفكرية لتفرض شرعيَّة وجودها حالها حال أي أيديولوجية أخرى، وهذا أمر خطير نبه له الباحث والمفكر عبد الجبار الرفاعي في جلسة جمعتنا معه مطلع الأسبوع الحالي. في هذا السياق يأتي صدور كتاب " قوة الدين في المجال العام " عن مركز دراسات فلسفة الدين. والكتاب الذي ترجمه فلاح رحيم، هو نتاج حوار شهدته قاعة اتحاد كوبر بمدينة نيويورك وحضره زهاء ألف شخص للاستماع إلى أستاذة الأدب المقارن جوديث بتلر، وعالم الاجتماع هابرماس، وأستاذ العلوم السياسيّة تشارلز تيلر، وكورنيل ويست الأستاذ في جامعة برنستون. ولعل من الأسئلة التي تهم العرب بالأخص ذلك الذي طرحته بتلر: هل اليهودية هي نفسها الصهيونية؟ وعالجت من خلاله مشكلة العلاقة المعقدة بين الديانة اليهودية، والهوية اليهودية، والصهيونية. تستعرض مقدمة الترجمة العربيّة فهم عدد من العلماء للدين والعلمانية ومنهم ماكس مولر، وبيرنت تايلور الذي أثر في جيمس فريزر صاحب " الغصن الذهبي"، فضلاً عن عرض آراء ماركس وفرويد. ويثير المشاركون كما جاء في هذه المقدمة الغنية بالمعلومات " الكثير من الأسئلة التي تواجه المثقف العربي" .
يُختتم الكتاب بعبارة عالم الاجتماع الأمريكي المعاصر كريغ كالهون: الدين تهديدٌ، إلهامٌ، مواساة، تحريضٌ، روتين يبعث على الاطمئنان أو دعوةٌ لأن يضع المرءُ روحَه على راحته. إنه طريقٌ لإحلال السلام وسبب لشن الحروب.