ليس للشيطان عطلة

الأولى 2024/08/01
...

 كتب: رئيس التحرير

ليس للشيطان عطلة فهو لا يكفّ عن كونه أصل أصول الشرِّ ولو للحظة واحدة. وأكثر أناسٍ يُحبّهم الشيطان هم أولئك الذين يظنون أنه سيكتفي يوماً ما من الشرور أو سيقف عند نقطة معيّنة ويتقاعد. يُحبّ الشيطانُ هؤلاء لأنه يُحبّ أنْ يكذّبهم كلَّ يوم.
في اليومين الماضيين تجاوزت "إسرائيل" كلَّ حدّ يمكن أنْ يتخيّله إنسان عاقل، تصرَّفت كما لو أنها مالكة العالم وممثلة القدرة الإلهيَّة على الأرض، يدها تصل إلى أيِّ مكان تريد، وتقتل من تشاء وقتما تشاء، ولا أحد يمكن أنْ يسائلها عمّا تفعل.
والعالمُ بدا يوم أمس كما لو أنه انقسم على قسمين لا ثالث لهما: الأول عاجزٌ عن الردِّ الفعليّ على "إسرائيل" وردعها، وهذا موقف العرب والمسلمين بعامَّة والشعوب المغلوبة على أمرها حتى في أوروبا وأميركا. والثاني قادرٌ عملياً على ردع هذه الهمجيَّة لكنه يريدها أنْ تستمرَّ وأنْ تتزايد وأن يحوز الشيطان قوةً أكبر، وهذا موقف أغلب حكومات الغرب التي لها حصَّة وافرة من الإثم في كلِّ هذه الجرائم.
ربّما هناك قسم ثالث لا يستحقّ الإشارة إليه لحماقته، وهم بعض العرب الشامتين بعرب آخرين ويظنون أنَّ إسرائيل ستكتفي بضرب العواصم والمدن العصيَّة، وستعفو عن عواصم ومدن أخرى طيِّعة.
هؤلاء هم الذين يُحبّهم الشيطان حقاً، لأنهم يتصوّرون أنَّ للشيطان منتهى عند حدّ أو أنه سيشبع يوماً من شروره وأنه لن ينقلب عليهم. ولا يدركون أنْ ليس للشيطان عطلة.