كتب: رئيس التحرير
منذ بواكير معضلة الشرق الأوسط سنة 1948 عند احتلال المستوطنين الصهاينة فلسطين، يبذل العالم، الغرب على وجه الخصوص، جهوداً كبرى نظرياً وعملياً لإيقاف الأزمة، غير أنّه كان دائماً وأبداً يورد جهوده بالاتجاه الخاطئ تماماً. ولذا فإنَّ المعضلة تتفاقم وتزداد تعقيداً.
لو أنَّ ربع الضغط السياسيّ الذي مارسته دول الغرب على العرب، كان موجَّهاً إلى إسرائيل لكان يمكن للجميع التوصّل إلى أمر سواء يكفل تفاهمات تجعل التعايش متاحاً، لكنَّ الجهد السياسيّ العالميّ "الأميركيّ على وجه التحديد" كان ولم يزل أشبه بالطبيب الشاطر في تشخيص المرض، لكنه أبله في وصف الدواء.
اليوم من جديد، يضغط الغرب بكامل قوّته على إيران لمنعها من الردِّ على الاعتداء الصهيوني الغادر الذي اغتيل فيه إسماعيل هنيّة، أو في الأقلّ لجعل الردِّ محدوداً لئلا تشتعل نار حرب واسعة. وهو تشخيص سليم لأنَّ حرباً كهذه أصبحت خطراً محدّقاً بالفعل، لكنَّ ضغطاً كهذا لو مورس بعض منه على إسرائيل قبل عدوانها لاختلف المشهد برمّته، ولو مورس القليل منه على إسرائيل الآن لاختفى برميل البارود الكبير الذي ينتظر شرارة صغيرة لينفجر.
لأسباب باتتْ معروفة، لا تستطيع هذه الدول توجيه ضغوطها على الدولة المدلّلة، برغم يقين الجميع أنَّ لبَّ الأزمة وجوهرها يتمثل في هذه الحقيقة: إنَّ حجم الجهد المبذول صحيح لكنَّ اتجاهه خاطئ.
الأمر كمن يكتشف إصابة أحدهم بالسرطان فيعطيه دواءً للصداع، أو كمن يرى بيته آيلاً للسقوط فيغيّر لون طلاء الجدران.
الحلّ في الضغط على إسرائيل؟ إذنْ فلنضغط على إيران!