عبد الهادي مهودر
لأن العالم خاض حربين عالميتين فالحرب العالميَّة الثالثة تبقى هي الضلع الناقص وثالثة الأثافي ، لكن قدور اليوم ليست بحاجة إلى ثلاثة أحجار لتكتمل، وليست كحروب اليوم التي تشترك فيها كل دول العالم لكنها لاتسميها حرباً عالميّة ولا ثالثة مع أنها عالميّة وممولة ومسلحة ومدعومة ، كحرب روسيا - أوكرانيا وحرب الشرق الأوسط القائمة في قلب العرب والمسلمين وتطحن المدنيين طحن الرحى ، وهي في حقيقتها حروب عالميّة غير معلنة لاتنتظر سبباً مباشراً ليشعلها كحادث اغتيال ولي عهد النمسا في الحرب العالميّة الأولى ، والأسباب المباشرة وغير المباشرة قائمة والاغتيالات مستمرة والضحايا بالآلاف والمسيّرات تستهدف كل يوم زعيماً سياسياً اوقيادياً كبيراً، ومنطق القوة هو السائد كشريعة الغاب والتحشيد مستمر والميدان جاهز وكل شيء مكتمل إلا خوض حرب تقليديّة كبرى وصدام مباشر خشية أن تسمى حرباً عالميّة ثالثة، ونحن المتحمسين من فوق المدرجات نريدها (اليوم اليوم وليس غداً) لأن حروبنا التي أضاعت البلاد فورية لاتحتاج إلى مشاورة وتفكير حتى لو أعادت العراق إلى دولة محتلة كما كانت قبل تأسيس الدولة، ونحن الأكثر تساؤلاً عن موعد الحرب وعن أسباب تأخرها كل هذا الوقت وهي التي لاتحتاج إلى جرة قلم، فقد تعودنا أن نسمع بيانها الأول بعد خراب البصرة، بينما العالم الذي يرفع صوته بالحرب ويجيّش الجيوش وينذر بالحرب العالميّة الثالثة يفكر ألف مرة قبل اِتخاذ قرار الحرب، والنصر الحقيقي هو أن لاتمكّن عدوَّك منك، لكننا على عجلة من أمرنا وقد سئمنا الانتظار ونبحث عن نصرٍ يشبه لحظة تتويج الملاكم الفائز المتورّم العينين، المحطّمة أسنانه والمكسور أنفه الشامخ.