كاثي. ج.شورت
ترجمة: زينب عباس
يكشف الاستفسار عن الاتجاهات الحديثة في كتب الأطفال وآثارها في المعلمين عن التأثير المتزايد للثقافة البصريَّة والاهتمام المستمر بالتنوع الثقافيّ.
يحتل أدب الأطفال اليافعين مكانة متميزة في مجال النشر، حيث إنه يشهد نمواً ملحوظاً ويوفر فرصا جديدة. وبينما تعاني فئات القراء الأخرى من الركود، تستمر مبيعات كتب الأطفال في الازدهار، حيث تفتح هذه المبيعات القوية، إلى جانب التقنيات الحديثة المجال أمام الابتكار في شكل وتصميم الكتب وجذب مؤلفين ورسّامين جدد ايضا، لتقديم مجموعة أوسع من الكتب للأطفال. في ظل هذا السياق، تظهر توجهات جديدة في النشر، لها تأثيرات كبيرة على الأطفال والمعلمين. بعض هذه التوجهات تجلب معها تحديات جديدة، بينما تقدم توجهات أخرى خيارات جديدة للتفاعل في الفصول الدراسيّة. وبالنسبة للمعلمين ومدربيهم، توفر هذه التغييرات امكانيات جديدة لربط القراء بالكتب التي تهمهم في حياتهم.
الأطفال كقراء للكتب
هناك تصور عام شائع بأن الكتاب كعنصر مطبوع في طريقه للانقراض، وأن المستقبل يكمن في الكتب الإلكترونية والأجهزة الرّقميّة، حتى في الجامعة حيث أعمل أستاذا لأدب الأطفال، يذكر الطلاب أنهم نادراً ما يزورون المكتبة، حيث إنهم يحصلون على مصادرهم عبر الإنترنت، لهذا عندما يسألني معارف جدد عن عملي، غالبًا ما يعلقون بأن كتب الأطفال ستصبح قريبا شيئا عتيقا. افتراضهم هو أن الأطفال اليوم، وخاصة المراهقين، لم يعودوا يقرؤون الكتب المطبوعة. ونتيجة لذلك تشير الاحصاءات من صناعة الكتب إلى أنّ هذا الافتراض خاطئ. وأن الكتب الإلكترونية تتزايد شعبيتها كمصدر مهم لمواد القراءة لكنها استقرت عند نسبة 25 في المئة من السوق، وجد الباحثون في مركز "بيو" للأبحاث أن المراهقين الذين يمتلكون كتبا إلكترونية يذكرون بأنهم أيضا يمتلكون هذه الكتب في نسخ مطبوعة. أي أنهم يفضلون الراحة التي توفرها الكتب الإلكترونية لكنهم يريدون نسخة مادية من الكتاب للقراءة والعودة إليه. وكذلك تفيد تقارير مؤشر "نيلسون" بأن 67 بالمئة من الأطفال يقرأون من أجل المتعة، بينما يفضل 18 بالمئة فقط من المراهقين الكتب الإلكترونية على الكتب المطبوعة. وبمعنى آخر، توفر الكتب الإلكترونية والمحتويات الرقميّة الأخرى للقراء مجموعة واسعة من الخيارات وسهولة الوصول إليها، بدلاً من أن تحل محل الكتب المطبوعة. وبدلاً من أن تكون المحتويات المطبوعة والرقميّة في حالة تنافس، فإنها تقدم تجارب مختلفة وطرقاً بديلة لجذب القراء.
تأثير الثقافة البصريَّة
تحمل الكتب التي تحتوي على صور بصريَّة قوية جاذبية ومعنى خاصين، لأن الأطفال غارقون تمامًا في ثقافة بصريّة حيث تكون فيها الصور مركزيّة لتجاربهم وتفاعلاتهم. أن الثقافة البصريّة هي تلك التي تكون فيها الصور، على عكس النصوص، مركزيّة في كيفية تكوين المعنى في العالم. أن اليوم أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، نعيش حياتنا اليومية من خلال الصور البصريّة، أن هذا النمط البصريّ من الحياة يؤثر في ما يعرفه الأطفال وكيف يفكرون ويشعرون تجاه العالم. ولم يعد التصور البصريّ مقتصرًا على شكل تعبير متخصص في فصل الفنون أو المتحف أو كتب الصور، بل أصبح بدلاً من ذلك شكلًا أساسيًا من أشكال التواصل اليومي يعكس طرقًا متعددة للمعرفة. أن هذه الثقافة البصريّة تقدم حرية تعبير جديدة واستعدادًا للعب في التأويل، لكنها يمكن أن تكون أيضًا مرجعيّة ذاتيّة وسطحية، مع التركيز على الأحاسيس الفورية القصيرة والمكثفة. هذا التحول في الثقافة البصريّة أثر على اتجاهات الروايات الموجهة للأطفال في المرحلة المتوسطة، الروايات المصورة، الكتب الخالية من الكلمات، وتصميم الكتب.
الروايات المصورة
ويعد تزايد شعبيّة الروايات المصورة لجميع الأعمار مؤشراً آخر على أهمية الثقافة البصريّة، حيث أصبحت الروايات المصورة اليوم تتجاوز الأنواع العمرية والجنسية لتشمل سلاسل كتب ذات اهتمام كبير، بالإضافة إلى المذكرات، والخيال التاريخي، والكتب المعلوماتية، والروايات المعاصرة. كما يظهر استخدام اللوحات لتسهيل سرد القصّة على نحوٍ منتظم في كتب الصور، مثل "الطائر الأزرق" و"السيد ووفلس". أصبحت الروايات المصورة اليوم تتجاوز الأنواع العمرية