كتب رئيس التحرير:
نتذكّر كيف غيّرت بطولة الخليج التي أقيمت في البصرة من نظرة العربيّ "الخليجيّ تحديداً" للعراق بعد عقود من الضخّ الإعلامي الموجَّه والسلبيّ تجاه العراق وشعبه. ونتذكّر جميعاً أنَّ الانطباع الذي خرج به زوّار البصرة آنذاك وأجمعوا عليه هو الكرم الأسطوريّ الذي لم يجدوا له شبيهاً في دولة أخرى.
ما قُدِّم في البصرة عظيم. لكنه لا يعادل بأيِّ حال من الأحوال وتحت أيِّ مقارنة، ما يقدّمه العراقيون طواعية هذه الأيام في زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام.
العراق الآن مائدة مفتوحة ممتدّة من أوّل نقطة تمسّ البحر في أقصى جنوبه صعوداً إلى كربلاء، ومن الموصل شمالاً نزولاً إلى مرقد سيد الشهداء. وفي قوسَيْ الصعود والنزول هذين ليست المائدة ملأى بالمأكل والمشرب بأصنافهما وحسب، بل بكلِّ ثمرات القلوب من لطف ومحبّة وتحنّن على الغريب حتى ليبدو أنه ابن هذه الأرض.
لو قيّض لهذه الصورة الرحمانيَّة أنْ تنال حظاً وافراً من التسويق الإعلاميّ للعرب وللعالم لأصبح العراق مهوى أفئدة الناس، لأنَّ ما يقوم به خَدَمَة الحسين أمر مفاجئ حتى لنا نحن العراقيين أيضاً فكيف بالغريب؟
هذه دعوة لفضائياتنا العراقيَّةـ وما أكثرهاـ إلى أنْ تتعاطى مع طقس الزيارة الأربعينيَّة بهذه الروحيَّة، بروحيَّة من يريد أنْ ينقل للعالم كرم شعبه وفرادة الخصال التي من المحال أنْ يباريه فيها شعب آخر.