د. علاء هادي الحطاب
اخطر ما يواجه الامم والشعوب هو تراجع قيمها الاخلاقية والمعرفية والثقافية، الامر الذي يستلزم تراجع احترام الذات الانسانية، وما سينتجه هذا من تحويل تلك الامة الى مجموعة تعيش في فوضى عارمة بلا قيم ولا اخلاق ولا ضوابط، طبعا قبل كل ذلك بلا قانون ينظم العلاقة بين الافراد انفسهم وبينهم وبين الدولة ومؤسساتها.
ما نلاحظه خلال السنوات الاخيرة الماضية ينذر بالخطر، اذ اعتدنا ان يوجه السياسيون الاتهامات فيما بينهم وبحدود يمكن تفسيرها بسبب الصراع على السلطة والمصالح والنفوذ والمال وغيرها، وهذا جرى سابقا بين اليساريين والبعثيين والقوميين والاسلاميين وهكذا، اما ان تصل تلك الاتهامات الى المواطنين بينهم فهذا امر مقلق، اذ بتنا نقرأ ونسمع بشكل طبيعي اتهام اي انسان بسبب منشور على منصات التواصل الاجتماعي بتهم خطيرة واحدة منها ممكن ان تؤدي الى اعدامه " اجتماعيا".
فالتهم التي يصدرها الناس على بعضهم البعض بـ( السرقة - الفساد - العمالة للخارج بين ابن سفارة وولائي - الطعن بالاعراض) وغيرها كثير من التهم الجارحة والقاسية التي لا يمكن بأي حال من الاحوال اطلاقها في الهواء على من نختلف معهم في الرأي والموقف، لان تواتر اي تهمة وان كانت كاذبة بحق احدى الشخصيات العامة يعني ذلك اطلاق رصاصة الرحمة عليه " اجتماعيا " ووصمه بتلك التهمة وان كانت زورا وبهتانا.
بحث صغير في تعليقات الجمهور بمنصات التواصل الاجتماعي ازاء قضايا خلافية ستكتشف كمية التخوين والاتهام بين المعلقين انفسهم وبين بعضهم وصاحب المنشور او الكلمة او الموقف، حتى بتنا نخاف ونفكر الف مرة في اطلاق ارائنا ومواقفنا ازاء الاحداث الجارية في البلاد، لاننا ندرك وجود جيوش الكترونية ممكن ان تصنع منك عميلا وسارقا وناهبا وكل تهم الدنيا وانت لم تحرك ساكنا بعد.
الكلمة مسؤولية واتهام الناس بلا دليل وتخوينهم عمل خارج قوانين الدين والاعراف وحتى القانون نفسه .