بغداد: شذى الجنابي
أعدَّت وزارة الثقافة والسياحة والآثار خطة طموحة لجعل الأهوار قبلة للسياحة العالميَّة، باعتماد تنفيذ عدد من المشاريع السياحية والثقافية والبيئية فيها، بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والحكومات المحلية.
وقال مدير عام التفتيش والمتابعة في هيئة السياحة التابعة للوزارة الدكتور مؤيد هيثم لـ”الصباح”: إنَّ الهيئة أعدَّت خطة عمل طموحة لجعل الأهوار قبلة للسياحة العالمية، باعتماد تنفيذ عدد من المشاريع السياحية والثقافية والبيئية فيها، بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والحكومات المحلية، لاسيما بعد إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي قبل أعوام.
وبيَّن أنَّ المشاريع التي ستنفذ بهذا السياق ضمن مناطق الأهوار المختلفة، تشمل مشروعاً لتطوير أهوار الجبايش كموقع سياحي آثاري والواقعة ضمن محافظتي ميسان وذي قار، بعد الانتهاء من إعداد الدراسة التي تضم 12 فقرة، منوهاً بأنه سيتم حسم الفقرة الأخيرة منها والمتضمنة ملكية الموقع بعد الاجتماع مع اللجنة العليا بإشراف وزارة الثقافة، وهيئة الآثار والتراث التابعة لها، إضافة إلى وزارة الموارد المائية من أجل المباشرة بالمشروع في أقرب وقت.
وذكر هيثم أنَّ أهوار الجبايش الواقعة في محافظة ذي قار، تضم أهوار الحمار وأبو زرك، والتي سيتم تعزيز منسوب المياه فيها بحصص إضافية عبر مضخات والتي ستأخذها من نهري دجلة والفرات بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية، إسهاماً في خلق منسوب مياه ثابت بما يحقق الأهداف المرجوّة في تثبيت مشاريع سياحية وتراثية مهمة تخدم السياح المنتظر وصولهم إلى المنطقة، مؤكداً أنَّ المشاريع المذكورة ستدعم الأسر القاطنة هناك معيشياً.
وتابع أنَّ المشروع الثاني ضمن المنطقة نفسها، يتضمن تطوير المسطحات المائية هناك، علاوة على أعمال تأهيل الآثار القديمة، فضلاً عن تنفيذ برامج عدة تدعم تلك المشاريع، منها إنشاء مراكز ثقافية مختلفة تضم مسرحاً لعقد الندوات واللقاءات المجتمعية، مع إنشاء قرى سياحية داخل الأهوار على أعلى مستوى من ناحية الخدمات المقدمة لمن سيرتادونها، إضافة إلى مواقع سياحية لاستراحة الوافدين من الخارج، وكذلك محطات تحلية للمياه، فضلاً عن وجود مشاريع أخرى مماثلة في جميع مناطق الأهوار.
الأهوار في العراق التي تقارب مساحتها تسعة آلاف كيلومتر مربع، كانت قد تعرّضت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي إلى أكبر عملية تجفيف وتدمير بيئي شهدها التاريخ أقدم عليها جلاوزة النظام المقبور بذرائع اتخاذها ملاذاً آمناً للجماعات المعارضة له حينها، وهو ما أدى لاختفاء نظام بيئي يقارب عمره خمسة آلاف عاماً، كان يرفد وحده السوق المحلية بأكثر من 50 بالمئة من حاجته السمكية، وقبيل نهاية القرن الماضي، لم يتبقّ منها إلا أقل من عشرة بالمئة من مساحتها الكلية، بينما تحوّل الباقي إلى أراض قاحلة.